
نظمت جمعية كشافة الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدسة مهرجانًا استثنائيًا احتفاءً بولادات الأقمار المحمدية عليهم السلام.
حيث اجتمعت الفرق الكشفية والمواهب الشابة في برنامج حافل بمحطات متنوعة استهدفت تطوير مهارات المشاركين ونشر الوعي الثقافي والديني.
جمع المهرجان بين الإبداع والابتكار، وتميز بمشاركة عدد كبير من الفرق المختصة في مجالات متنوعة، أبرزها المعرض المهدوي، وقد ضم مجموعة من الفنانين الموهوبين قدموا أعمالًا فنية إبداعية في مجالات الرسم والتشبيك والرسم على الزجاج.
وقد عكست أعمالهم ابداعا ملحوظا وأبرزت القيم الإسلامية الاصيلة بأسلوب فني حديث فنالت اعجاب وتقدير الحضور.
فيما تضمنت الفعاليات أيضا محطة القرآن الكريم، والتي شملت العديد من الأنشطة التفاعلية كتصحيح التلاوة وتنمية مهارات الحفظ لدى المشاركين.
وأعرب القائمون على المحطة عن سعادتهم بمستوى الأداء المتميز الذي قدمه حفظة القرآن الكريم، حيث أكدوا أن هذه الفعالية ساهمت في تعزيز الوعي بأهمية الارتباط بكتاب الله بين الأطفال والشباب.
ابتكار وبرمجة لخدمة الإنسانية
واحدة من المحطات الأكثر ابتكارًا في هذا المهرجان كانت محطة البرمجة، التي شهدت مشاركة واسعة من الأشبال الصغار الذين قدموا مشاريع تقنية رائدة، من بينها مشروع مساعدة المكفوفين. وتمثّل هذا المشروع في جهاز مبتكر قادر على استشعار المسافات وتحديد العوائق أمام الكفيف، ثم إصدار تنبيهات صوتية لتحذيره من الحواجز.
ولاقى هذا المشروع إشادة واسعة من قبل الحاضرين، نظرًا لما يمثله من أهمية إنسانية تسهم في تخفيف التحديات التي تواجه المكفوفين
من جانب آخر، تميزت محطة صناعة المحتوى الهادف بمشاركة مجموعة من الأطفال ممن أبدعوا في نشر أفكارهم الهادفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأنتجوا محتوى يعكس قيم ومبادئ أهل البيت عليهم السلام بأسلوب عصري ومؤثر، من خلال كتابة السيناريوهات وتصوير المقاطع التوعوية، ما يساهم في نشر ثقافة إسلامية أصيلة بين الأجيال الصاعدة
محمد عماد مصطفى، أحد المشاركين من جمعية كشافة الكفيل في فرقة صناعة المحتوى، عبّر عن تجربته المميزة قائلًا" تعلمت الكثير من خلال جمعية كشافة الكفيل، التي غرست فينا صفات حميدة، كالبصيرة والشجاعة".
مضيفا أنه يسعى من خلال صناعة المحتوى، لإيصال رسائل توعوية حول التحديات الثقافية التي تواجه المجتمع، مثل الغزو الثقافي الذي يستهدف القيم والهوية الإسلامية.
وهو يعمل حاليًا على إنتاج قصة قصيرة بمضامين مهمة، تدور أحداثها حول شخصية تدعى "سيد قفل" وابنته "الآنسة مكبرة" التي كانت مولعة بمشاهدة الأفلام الهندية، ما دفعها إلى محاولة تقليد إحدى الممثلات في ملابسها وسلوكها.
إلا أن والدها رفض ذلك بشدة، مما فتح الباب لنقاش واسع حول تأثير الإعلام الغربي والهندي على ثقافة الشباب، ويروم محمد إيصال رسالة مهمة من الحوارات داخل النص للتعريف بخطورة الثقافات الدخيلة.
محطة الإسعافات الأولية
وفي إطار نشر الوعي الصحي، شارك مركز الكفيل للصحة والسلامة العامة، التابع للعتبة العباسية المقدسة، في فعاليات المهرجان من خلال محطة الإسعافات الأولية.
وقد أكد مسؤول التدريب أحمد ناظم كاظم أن هذه المحطة تهدف إلى زيادة الوعي بالإجراءات الإسعافية الأساسية التي يمكن أن تسهم في إنقاذ الأرواح.
وأشار إلى أن نسبة الوعي بالإسعافات الأولية لا تتجاوز 1% بين أفراد المجتمع، ما يجعل من الضروري تكثيف مثل هذه الفعاليات لنشر الثقافة الإسعافية.
وقد تضمنت المحطة ورش عمل حول التعامل مع حالات النزيف، والرعاف، والغصة، والإغماء.
الى ذلك شارك فريقا فتية علي الكرار، وفتيات زينب الحوراء في المهرجان، وهما من الفرق المدرسية، وأكد رئيس فريق فتية علي الكرار، فداء غازي فيصل، أن مثل هذه المهرجانات تسهم في تثقيف الجيل الناشئ، وتأهيله ليكون جنديًا حقيقيًا في دولة الإمام المهدي المنتظر"عجل الله تعالى فرجه الشريف".
وشدد على دور العتبة العباسية المقدسة في دعم الأجيال الواعدة وبناء قادة المستقبل على منهج أهل البيت عليهم السلام.
إشادة ووعود
واختتم المهرجان بفعاليات مسائية تضمنت المسرح والإنشاد، حيث أبدع المشاركون في تقديم عروض متميزة لاقت استحسان الحاضرين.
وأشاد القائمون على المهرجان بجهود الفرق الكشفية والمواهب الشابة التي ساهمت في إنجاح الحدث، مؤكدين أن هذا المهرجان سيكون انطلاقة نحو المزيد من الفعاليات الهادفة لتنمية مهارات الشباب، وتعزيز هويتهم الإسلامية.
وشهد المهرجان مشاركة أكثر من 70 عنصرًا، بين أشبال وكشافة وجوادين، إلى جانب عدد من القادة والمدربين، الذين عملوا بجهد كبير لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية والدينية.
يُذكر أن هذا المهرجان ليس سوى جزء من سلسلة فعاليات تنظمها جمعية كشافة الكفيل على مدار العام، بهدف تمكين الشباب وغرس القيم الإسلامية النبيلة في نفوسهم، من خلال أنشطة تجمع بين الترفيه والتعليم، لتأهيل جيل قادر على تحمل مسؤولية المستقبل بكل وعي وثقة.