image alt

من نور فاطمة نضيء العالم: آلاف الخريجات يحتفلن بتخرجهن في كربلاء

من نور فاطمة نضيء العالم: آلاف الخريجات يحتفلن بتخرجهن في كربلاء

 احتضنت العتبة العباسية المقدسة في كربلاء حفل التخرج المركزي لطالبات الجامعات العراقية والإسلامية للعام الدراسي 2023/2024، بمشاركة آلاف الخريجات من مختلف المحافظات العراقية ودول إسلامية أخرى.

في أجواء احتفالية مليئة بالفرح والفخر، تجمّع الآلاف من الخريجات مع أسرهن وأساتذتهن بين الحرمين الشريفين في كربلاء، ليحتفلوا بإنجاز أكاديمي كبير تحت مظلة القيم الإسلامية والأخلاقية.

 الحفل، الذي أقيم بنسخته الثامنة، جاء تحت شعار "من نور فاطمة -عليها السلام- نضيء العالم" في تأكيد واضح على دور المرأة المسلمة في بناء المجتمع وترسيخ القيم.

وقد بُثَّت في الحفل كلمة مسجّلة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين، السيد أحمد الصافي "دام عزّه"، وأشار سماحته فيها إلى أن الطالبات الخريجات المشاركات في الحفل بدَينَ وكأنهن ملكات، حيث استُقبلن بين الحرمين أفضل استقبال، وأُلبسن تيجانًا من المجد. 

ودعاهن سماحته إلى المحافظة على القيم، وألا يفقدن ما اكتسبنه، معتبرًا الاحتفال رسالةً للمجتمع بأهمية الحفاظ على القيم الأصيلة في مواجهة التحديات الثقافية المعاصرة، فضلًا عن كونه تكريمًا للخريجات.

في ذات السياق، أكد الدكتور عباس الدده الموسوي، عضو مجلس إدارة العتبة العباسية، على أهمية هذه الاحتفالية في تعزيز القيم الإسلامية في الوسط الجامعي، وقال "قدمنا هذا النموذج ليكون بديلًا عن المظاهر السلبية التي انتشرت في بعض الجامعات. نحن نهدف إلى بناء جيل يتمسك بالقيم ويكون قدوة لمجتمعه."

فيما كشف ماهر خالد، مسؤول شعبة العلاقات الجامعية والمدرسية في العتبة العباسية، عن جهود كبيرة بُذلت لتنظيم الحفل، قائلًا "كانت الاستعدادات على قدم وساق، بدءًا من ترشيح الطالبات وحتى استقبالهن من محافظاتهن إلى كربلاء." 

ولفت إلى أن الفريق المسؤول عن التنظيم عمل على مدار الساعة ولأسابيع لضمان نجاح الحفل، مما جعله حدثًا لا يُنسى في حياة المشاركات وذويهنَ.

وقد تميز الحفل بمشاركة خريجات من دول إسلامية، مما أعطاه طابعًا إقليميًا، وقالت تهاني المزيدي، منسقة وفد الكويت "هذه المشاركة الثانية لدولة الكويت، ولاحظنا تطورًا كبيرًا في التنظيم هذا العام" وأشادت بالجو الروحاني الذي ساد المهرجان ووصفته بـ "الرائع مما جعل الجميع يشعرون بالفخر." 

كما عبّرت سارة عباس، منسقة الوفد السعودي وهي أم لإحدى الخريجات، عن مشاعرها قائلة "اليوم أشعر بفرحة تفوق يوم فرحي بزفاف ابنتي. أن تكون ابنتي محفوظة بألطاف سادة الكون هو أمر يعجز اللسان عن وصفه."

ومن بين الخريجات، تحدثت بنين العكيلي من كلية القانون بجامعة بابل عن رحلتها الدراسية والتحديات التي تخللتها، قائلة "الحياة مليئة بالتحديات، لكن بالإصرار والصبر يمكن تجاوزها." 

ونصحت الطالبات بالتركيز على الدراسة وتقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لما لها من أثر سلبي أحيانا يعيق الطالبات عن دراستهنّ.

وفيما يخص خطواتها المستقبلية شددت بنين على أن طبيعة ما درسته وتخصصت فيه، يحتم عليها العمل على نصرة قيم العدل والحق والتصدي للظلم.

وقد تضمن الحفل فقرات متنوعة، منها قصائد شعرية وأهازيج احتفالية، بالإضافة إلى أوبريت "أغاريد الوفاء" الذي قدمته السيدة اعتدال درويش من سلطنة عمان. كما شهد الحفل فقرة "قطرات الساقي" حيث تبادلت خريجات من دفعات سابقة تجاربهن مع الحاضرات.

الاحتفال رسالة ايجابية

 وأجمع الحاضرون، وهم من مختلف الاختصاصات العلمية والثقافية على أن هذه الاحتفالات لها تأثير إيجابي على الطلاب وعلى ذويهم فضلًا عن آثارها الإيجابية على المجتمع، يقول الدكتور علاء ناجي المولى، رئيس جامعة الكوفة" نحن بحاجة ملحة لمثل هذه الاحتفاليات لتعزيز القيم الصحيحة في نفوس الطلاب والطالبات".

 مشيرًا إلى أن الاحتفالية قدمت نموذجًا يُحتذى به لحفلات التخرج في الجامعات العراقية، كونها وازنت بين فرح التخرج والقيم العلمية والاجتماعية التي يجب ان يحرص عليها الخريجون، كونهم الطبقة المتعلمة الواعية.

في غضون ذلك، لفت منير حميد السعدي، رئيس جامعة الناجي، إلى أهمية تداخل القيم بالعلم في حفل التخرج، وقال" القيم ترتقي مع العلم، ونقف اليوم على أعتاب باب أبي الفضل العباس عليه السلام، ونجدد العهد بخدمة بلدنا وخدمة المجتمع".

أخيرا فإن الاحتفال بتخرج الطالبات في العتبة العباسية المقدسة، وتبني إدارة العتبة لهذا الاحتفال منذ نحو ثمان سنوات، يحمل رسالة قوية حول أهمية القيم الإسلامية في الحياة الأكاديمية والمجتمعية. 

كما ينطوي الحدث على جملة من الرسائل المهمة الأخرى، من بينها ضرورة تعزيز الروح الإيجابية وتقديم نموذج يُحتذى في المناسبات العلمية والاجتماعية، وإظهار مكانة المرأة المسلمة في بناء المجتمع وتأكيد دورها الفعّال في مواجهة التحديات.