
لا يمضي أسبوعا دون ان يقضي المهندس الزراعي علي حمزة حنتوش عدة أيام في التنقل بين بساتين ومزارع مدينة كربلاء، مشرفا تارة ومعالجا مباشرا تارة أخرى.
فحنتوش أصبح معالجا متمرسا في علاج الآفات الزراعية التي تصيب أشجار النخيل والأشجار وحتى المحاصيل الزراعية العائدة الى مزارعي المدينة.
فيقول، "احرص خلال عند تجولي لتفقد المزارع على تقديم الاستشارات العلاجية او المعالجة الموقعية لبعض الإصابات التي تصيب البساتين او المزارع".
والمهندس حنتوش هو أحد ملاكات مشاتل الكفيل العائد الى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، والذي يضم عدد من المختصين في الشؤون الزراعية والاستشاريين في مختلف المجالات الخاصة بهذا القطاع.
وشهد العراق خلال العقود الماضية تضررا كبيرا في القطاع الزراعي بسبب عدة عوامل، تقف في طليعتها الجفاف والأمراض والآفات الزراعية.
يقول المهندس حنتوش، "تحرص إدارة المشاتل على دعم القطاع الزراعي من خلال توفير الاستشارات والأدوية الخاصة بالمزروعات بالاستعانة بشركة خير الجود لتكنلوجيا الصناعة والزراعة الحديثة".
وأنشئت مشاتل الكفيل عام 2006 لتولى مهام تشجير وتزيين العتبة العباسية المقدسة ومبانيها ومؤسساتها، بالإضافة الأزقة المؤدية اليها في المدينة القديمة، قبل ان يتوسع نطاق عملها ليشمل تقديم المساعدة والمشورة للعاملين في القطاع الزراعي العام والخاص.
ويقع المشاتل الى شمالي مدينة كربلاء المقدسة، في أرياف قضاء الحسينية على وجه التحديد وبمساحة أربع دوانم زراعية، ويضم الالاف من شتلات الزهور واشجار الزينة واحواض تربية واسماك التربية.
يقول محمد حربي مدير مشاتل الكفيل، "نعمل على توسيع المشاتل لتبلغ مساحة ستة دوانم بهدف تنمية اعمال الشتل خصوصا بعد الاقبال الكبير من قبل الأهالي على اقتناء الشتلات بمختلف أنواعها".
ويضيف، "نعمل على شتل وتكثير الأشجار الحمضية والنفضية والزهور الموسمية في قادم الأيام".
وكما يبدو فقد نجحت إدارة المشاتل في تطوير عملها بشكل لافت وأصبحت ما تقدمه من خدمات زراعية أمر يشار اليه بالبنان.
فكما يروي المزارع رامي جواد الذي يملك بستانا في مدينة منطقة الحافظ التي تختص بانتشار البساتين، ان "معاناته ما كانت ان تنتهي على خير لولا تدخل ملاكات مشاتل الكفيل لعلاج الآفات الخطيرة التي المت بنخيلة".
ويضيف، "أصيبت معظم أشجار النخيل والحمضيات في البستان بعدة أنواع من الآفات مما تسبب بموت العديد من الأشجار دون ان تجدي محاولات العلاج".
مبينا، "استعنت بمختلف أنواع الادوية المحلية والمستوردة دون جدوى تذكر واعيتني تعدد انواع الوصفات العلاجية التي كنت اتلقاها من المهندسين الزراعيين في كل مرة".
مشيرا، "كدت على وشك بيع البستان بعد تراكم الديون بسبب كلفة العلاجات من جهة، وانعدام الإنتاج بعد مرض معظم الأشجار المثمرة".
مستدركا، "شاءت العناية الإلهية ان استعين بخبرات مشاتل الكفيل التي نجحت بشكل منقطع النظير في علاج كافة الأشجار مما أصابها، حتى استعادت عطائها ولله الحمد بمختلف الثمار".
ويتابع، "المحاليل العلاجية والمبيدات أتت مفعولها بشكل فعال وسريع واستعملتها بتوجيه دقيق من قبل مهندسي مشاتل الكفيل".
بدوره يبين المهندس علي حمزة حنتوش ان عملية تشخيص الإصابات التي تصيب النباتات تجري عن عبر فحص اوراقها اثناء الزيارات الميدانية او التي يجلبها المزارعون الى مركز مشاتل الكفيل.
ويقول، "تختلف كل طرق العلاج التي تتبع مع المزروعات حسب طبيعة الإصابة".
موضحا، "أحيانا تكون الشجرة مصابة بأكثر من داء دون ان يدرك المزارع ذلك الأمر، متوهما ان الاشكال في كون العلاج غير فعال".
ويتابع، "نفضل في كثير من الأحيان عدم الاعتماد على العينة التي يجلبها الفلاح الينا بل نتوجه للفحص الميداني للكشف عن نوع الإصابة وعددها".
وعن أسباب استمرار تناقل الامراض بين فترة وأخرى بين بساتين المدينة، فيعزو حنتوش الامر الى حشرة ذباب الفاكهة، قائلا، "أكثر الامراض التي تنتشر في بساتين كربلاء تسببها تلك الذبابة".
ويضيف، "بتوفيق من الله باتت مشاتل العتبة المقدسة مالكة لخبرات لمعالجة جميع الإصابات وتشخيص نوعها وتوقيت انتشارها وكيفية التعامل معها". التشخيص الدقيق مفتاح العلاج الناجح.
ويذكر حنتوش ان النباتات تتعرض لعدة أنواع من الإصابات، من بينها البكتيرية، الحشرية، الفطرية، والفيروسية، وتختلف طرق التعامل مع كل إصابة تبعًا لنوعها وفصل السنة الذي تنتشر فيه.
مبينا، "هناك حشرات تنشط خلال فصل الصيف، ولذلك يتم تنفيذ برامج وقائية قبل بدء الموسم لتجنب انتشارها، وفي حال حدوث الإصابة تكون تأثيراتها محدودة ويمكن السيطرة عليها دون إلحاق ضرر كبير بالمحصول".
منوها، "لشركة جود الكفيل لتكنلوجيا الصناعة والزراعة الحديثة اليد الطولى في توفير العلاجات بشكل ميسر".
ويتابع، "توفر الشركة مجموعة واسعة من المبيدات الحشرية، والمبيدات الفطرية، وفي حال عدم توفر بعض العلاجات، يتم تأمينها من مصادر خارجية ذات منشأ تركي، إسباني، وإيطالي، لما تمتاز به هذه المنتجات من جودة عالية وفعالية مثبتة في مكافحة الأمراض الزراعية".