
المؤسسة القرآنية الحاضرة في كل مكان
يشارك (17) طالباً من المكفوفين في دورة لحفظ القرآن الكريم في معهد القرآن الكريم في بابل،
حيث يركز المعهد على التفاعل مع هذه الشريحة التي تمتلك رغبة كبيرة في حفظ كتاب الله أسوة بشرائح المجتمع الأخرى، ومن المقرر أن تستغرق الدورة خمس سنوات لإتمام حفظ القرآن كاملاً في حين ترجح إدارة المعهد إكمالها في أربع سنوات نظراً لما يتمتع به المشاركون من همة عالية ورغبة كبيرة في الحفظ.
ويعمل معهد القرآن الكريم التابع للمجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة بخطة استراتيجية يتم إعدادها سنوياً وتتضمن إقامة دورات قرآنية في الجامعات والمدارس والمزارات المقدسة وبيوت الله إضافة إلى عدد من منازل المؤمنين في جميع المناطق.
يغطي المعهد جميع مناطق المحافظة بدورات ومحافل قرآنية من خلال أكثر من (400) أستاذ في القرآن الكريم لتدريس مختلف العلوم القرآنية من قبيل التلاوة وأحكامها والتفسير وكل ما يتعلق بأحكام القرآن.
بيوت المؤمنين
من جملة مقومات عمل معهد القرآن الكريم في بابل هي بيوت المؤمنين ممن تقام فيها المحافل القرآنية التي يصل عددها إلى (40) محفلاً قرآنياً في الشهر.
ويقول مدير معهد القرآن الكريم في بابل السيد منتظر المشايخي لـ(شبكة الكفيل العالمية)، إن "المعهد قسم المحافظة إلى خمس مناطق عمل تمت تغطيتها بالكامل بنشاطات قرآنية منوعة تضع المؤمنين على تواصل مع القرآن الكريم".
ويشير، "من أهم أماكن التواصل مع مختلف شرائح المجتمع هي المحافل القرآنية التي تقام في بيوت المؤمنين واستثمار رغبتهم بهذا المشروع والوصول إلى أبعد نقطة في المحافظة ".
وبحسب المشايخي فإن "معهد القرآن الكريم أطلق مشروع (لتسكنوا إليها) للتواصل بشكل أدق مع الجماهير ويتضمن إحياء حفلات الزواج بطريقة شرعية بعيداً عن الغناء ".
ولفت إلى أن "المعهد من خلال المشروع يتكفل بجميع الأمور اللوجستية لأي شاب يشمل بالمشروع "، مؤكداً أن" المشروع يهدف إلى تصحيح الكثير من الممارسات غير الشرعية التي تحدث في حفلات الزواج".
المدارس
تعد المدارس (الابتدائية والمتوسطة والثانوية) من أهم ميادين العمل بالنسبة لمعهد القرآن الكريم في بابل، إذ يحرص على الحضور مع الطلبة في جميع المراحل لتعزيز مكانة القرآن الكريم لديهم من خلال الفعاليات والأنشطة القرآنية سواءً للطلبة أو الأساتذة.
وبهذا الصدد يقول المشايخي، "لدينا خطة عمل تتضمن إقامة مسابقات قرآنية تشمل جميع المراحل الدراسية كلا حسب مستواه، إضافة إلى بعض الأنشطة القرآنية الأخرى كالمحاضرات الفكرية وطرح بعض القضايا التي تهم هذه الشريحة ".
ويبين، "المسابقات تشتمل على التلاوة وأحكامها والحفظ والتفسير وغالباً ما يحقق الطلبة الذين لهم مشاركات سابقة في المعهد المراكز الأولى ".
ويوضح، "المعهد ينظم دورات للملاكات التعليمية المختصة بتدريس مادة الإسلامية في المدارس لصقل معلوماتهم، اضافة إلى شمولهم أيضاً بمسابقات قرآنية تشترك بها الملاكات التربوية بمختلف الاختصاصات ".
ويؤكد المشايخي، "مجموع من شملوا بالأنشطة القرآنية في المدارس منذ تأسيس المعهد وحتى الآن بلغ أكثر من (12) ألف طالب ".
وترى إدارة المعهد إن التواصل مع المدارس سواء مع الطلبة أو التربويين من شأنه أن يساعد في إعداد جيل محصّن بعلوم القرآن الكريم إضافة إلى تعزيز الثقافة القرآنية لدى المعلم ليكون قدوة أمام طلابه.
المعاهد والجامعات
ينفذ معهد القرآن الكريم مجموعة من النشاطات القرآنية ذات المستوى المتقدم في الجامعات بما يلائم وأعمار الطلبة ومستوياتهم الفكرية والثقافية.
مسؤول وحدة النشاط القرآني الدكتور نعمان المعموري يقول، إن "المعهد ينظم مجموعة كبيرة من المحافل والمسابقات القرآنية في أروقة الجامعات وتشهد تفاعلاً كبيراً من قبل الطلبة ".
ويؤكد، "الدورات تسجل مشاركة أكثر من ألف طالب وطالبة من مختلف الكليات وتشمل أحكام التلاوة والتجويد، كما أن المعهد يسجل حضوره في المؤسسات الجامعية بأنشطة وفعاليات خلال المناسبات الدينية".
ويضيف، "المعهد ينظم المسابقة القرآنية التحريرية التي تشمل مشاركة قرابة (ـ2500) طالب وطالبة سنوياً ويتم خلالها اختيار مجموعة من الفائزين وتكريمهم".
ويرى المعموري، "النشاط القرآني الجامعي الأهم الذي يقيمه المعهد هي المسابقة القرآنية السنوية لطلبة المعاهد والجامعات في العراق ويشترك فيها أكثر من 100 طالب وطالبة يمثلون أكثر من 20 جامعة عراقية".
ولفت إلى أن "المسابقة تشمل الحفظ والتلاوة وأحكامها والتفسير والإقراء وتعد المسابقة الأضخم التي تقام في العراق ".
ملتقى النورين القرآني
يؤكد معهد القرآن الكريم في بابل، "إن إقامة ملتقى النورين القرآني لمجموعة أنشطة قرآنية سنوياً يمثل نجاحاً كبيراً من خلال الفقرات التي يشملها الملتقى الذي يعد الوحيد من نوعه الذي يقام خلال شهر رمضان المبارك في المحافظة".
وبحسب مسؤول وحدة التلاوة لؤي الوظيفي، فأن "الملتقى يقام في مرقد الإمام زيد الشهيد جنوب المحافظة ويستمر طيلة الشهر المبارك بفعاليات متنوعة تشمل جميع دوائر المحافظة الأمنية والمدنية وطلبة الجامعات".
ولفت إلى أن "الملتقى يتضمن بشكل مبدئي ختمة قرآنية ومن ثم مسابقة الحفظ والتفسير وكذلك الإقراء وأحكام التلاوة التجويد".
لافتاً إلى، أن "الملتقى يتضمن أيضاً مسابقة المعلم الناجح التي تهدف إلى الاطلاع على مستويات التعليم لدى أساتذة القرآن الكريم وكيفية إيصال المعلومة للمتدربين من خلال استحداث طرق جديدة وبيان معلومات مهمة للمشاركين".
وأوضح، "الملتقى يتضمن سلسلة من المحاضرات العلوية الخاصة بأيام استشهاد الإمام علي وإحياء ليالي القدر ومحاضرات خلال أيام ولادة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام".
مشيراً، "من ضمن فعاليات الملتقى حفظ (40) حديثاً من أحاديث أهل البيت وكذلك مسابقة الإنشاد الديني".
محطة الأربعين
يحرص معهد القرآن الكريم على الحضور بمحطة قرآنية كبيرة جداً على محور مرور الزائرين خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام لتقديم مختلف الخدمات القرآنية والعقائدية.
إذ يقول الوظيفي، "المحطة يحضر فيها أكثر من (100) أستاذ بمختلف العلوم القرآنية والفقهية من فضلاء الحوزة العلمية وأساتذة الجامعات ممن يعملون مع المعهد لتقديم شتى المعلومات".
وبشأن الإقبال على المحطة القرآنية من قبل الزائرين يرى الوظيفي: "الإقبال كبير جداً خاصة في السنتين الأخيرتين عن السنوات السابقة للاستفسار عن بعض الأحكام الشرعية والقرآنية وكذلك ما يتعلق بصحة قراءة سور الصلاة اليومية".
ويؤكد، "المحطة تشهد مشاركة كبيرة في مسابقة حفظ سورة الفجر التي تنظم في المحطة وتستمر طيلة الزيارة الأربعينية، إذ يشارك فيها آلاف الزائرين ويُتمون حفظها بالكامل".
وحسبما يقول، "المعهد من خلال المحطة القرآنية المتواجدة على طريق الزائرين أسهم في مساعدة أعداد كبيرة جداً من الزائرين في تصحيح قراءة السور القرآنية التي تقرأ في الصلاة اليومية فضلاً عن حفظ الأحاديث المرويّة عن أهل البيت عليهم السلام".
قصص نجاح
ترى إدارة معهد القرآن الكريم في بابل أنها حققت نجاحاً كبيراً في إعداد نخبة قرآنية تمثل مختلف شرائح المجتمع سواءً من طلبة المدارس والجامعات وكذلك موظفي الدوائر الحكومية أو منتسبي القوات الأمنية وكذلك من عامة المواطنين.
وتؤكد أن ما يثبت نجاح المعهد إنه بدأ مشواره بألف مشارك ووصل اليوم إلى (13) ألف مشارك سنوياً في مختلف الأنشطة والفعاليات التي يقيمها.
ونجح المعهد في إعداد مجموعة من المشاركين ممن أتموا حفظ القرآن الكريم بالكامل وحققوا المراكز الأولى على مستوى العراق في المسابقات الوطنية التي تقام في البلاد.
ويستمر المعهد في إقامة الدورات القرآنية الخاصة بحفظ القرآن الكريم كاملاً ويشارك فيها قرابة (1500) مشارك من مختلف الفئات العمرية.