image alt

خدمات كريمة.. من تصليح الأحذية إلى غسل الملابس

خدمات كريمة.. من تصليح الأحذية إلى غسل الملابس

الإسكافي

على جانب الطريق يجلس أبو سلام مفترشا الأرض واضعا بين يديه صندوقًا يمثّل ورشة صغيرة متنقلة.

ذلك الصندوق الذي يضمّ سنّارة خياطة الأحذية وبعض الخيوط والأصباغ وعلب صمغ صغيرة، كان عونًا للسيد أبي سلام في مهمة تقديم الخدمة للزائرين المتوجهين إلى كربلاء المقدسة سيرا على الأقدام.

إذ اختار أبو سلام الذي يبلغ من العمر ستين عاما ويقطن مدينة كربلاء أن تكون مشاركته في إحياء زيارة الأربعين عبر إصلاح أحذية الزوار مجانا.

يقول أبو سلام: "أنا أشارك في إحياء الزيارة للسنة الخامسة على التوالي بهذا الشكل، ولم أرَ ضرورة لفتح موكب".

مضيفا، "وجدت في هذه الخدمة سببًا يقربني من الإمام الحسين عليه السلام، وذلك عبر خدمة زواره".

ويتابع واثقًا، "الإمام الحسين عليه السلام، لا ينظر إلى حجم الخدمة، بل إلى صدق النية، وحجم اخلاصها، وسأبقى أقدّم هذه الخدمة حبًا به، لا طمعًا في شيء آخر".

ويتابع أبو سلام حديثه قائلًا، "أرتاح كثيرًا عندما أقدّم هذه الخدمة، فيأتي الزوار إليّ من كل مكان، حتى من خارج العراق، بعضهم يبكي ويشكرني، إنّهم يشعرون أنّ هناك من يعتني بأبسط احتياجاتهم".

لافتا، "أنا لدي مكتب زراعي أعمل فيه طوال السنة، ولكن في الأربعين أترك كل شيء، وأعود إلى هذه المهنة، لأنّ بعض الناس تحتاجها فعلًا".


تدليك ومساج

ولا يقف العطاء عند أبي سلام، بل تمتد الخدمة الحسينية إلى زوايا غير مألوفة.

فاختار مصطفى كريم الذي يعمل معالجا في أحد المستشفيات الأهلية أن تكون مشاركته في خدمة زوار الأربعين عبر تقديم العلاج الطبيعي والتدليك.

فيقول: "اخترنا أنا وعدد من زملائي في المستشفى أن ننصب خيمة على طريق نجف كربلاء لتقديم العلاج الطبيعي للزوار".

مضيفًا، "كثير من الزوار يصابون بالإعياء والتشنجات نتيجة سيرهم لمسافات طويلة".

موضحًا، "في خيمتنا نبادر إلى عمليات المساج للزوار؛ لفك التشنجات التي تصيب عضلاتهم، بالإضافة إلى إجراء عمليات التدليك لأقدامهم".

مشيرًا، "في خيمتنا الطبية نوفر أيضا بعض العقاقير التي تساعد على تخفيف الألم والتشنجات العضلية".


غسل الملابس

من جهتهم قدّم أعضاء موكب أهالي البصرة خِدمة غسل ملابس الزائرين، متخذين من هذه الخدمة سبيلا لمساعدة الزوار.

فيروي مظاهر كريم زغير من البصرة تفاصيل خدمتهم، قائلا: "موكبنا تأسس عام 2004، وكانت مشاركتنا في الزيارة تقتصر على تقديم الطعام، لكن مع الوقت، أضفنا خدمة أخرى تتمثل بغسل الملابس".

ويضيف، "خصصنا مكانًا لغسل ملابس الزائرين القادمين من خارج العراق أو ممن يفدون من محافظات عراقية بعيدة، كون ملابسهم أكثر عرضة للتلوث بالغبار والأتربة".


كيّ الملابس

إلى ذلك اختار موكب أنصار الإمام الحسين عليه السلام من منطقة الهويدر في محافظة ديالى، أن يوفّروا مكواةً لِكَيّ ملابس زائري مدينة كربلاء المقدسة.

فيقول كفيل الموكب السيد زين العابدين جعفر الطائي: "بدأنا منذ عام 2009، بفكرة بسيطة، الكيّ أو غسل الملابس، وقد يبدو الأمر بسيطًا، لكنه يترك أثرًا كبيرًا في نفسية الزائر".

ويُضيف، "لاحظنا فرحتهم عندما نقدم هذه الخدمات، وعرفنا أنها لا تقل أهمية عن الطعام".


إصلاح العجلات

في سياق متصل رأى أحمد عبد النبي الذي يقطن مدينة كربلاء المقدسة أن يتولى مهمة تصليح عجلات الأطفال في طريق الزائرين القادمين من محور بغداد كربلاء.

فيقول: "العام الماضي لاحظت أنّ الكثير من العوائل التي تقصد كربلاء المقدسة سيرا على الأقدام تتعرض عجلات حمل أطفالهم للاستهلاك أو الكسر مما يعيق حركتها".

ويضيف، "عندها نويت أن أتولّى هذا العام مهمة إصلاح تلك العجلات واتخذت هذا المكان على طريق السائرين".

ويكمل، "اشتريت أكثر من مائة دولاب صغير خاص بتلك العربات بالإضافة إلى عِدّة عمل ومستلزمات وقطع غيار".

ويختتم، "أشعر بالرضا والارتياح كوني تمكنت أن أقدم خدماتي في إصلاح الكثير من تلك العجلات التي خفّفت من كاهل العوائل القادمة إلى كربلاء المقدسة".