
يستيقظ على الأُشيقر، كعادته في الخامسة صباحًا، يفتتح يومه بصلاة الفجر وشيء من الأدعية التي اعتاد عليها، إنّه يعشق البداية المبكّرة ليوم جديد، ويجد في هذا الوقت فرصة للتركيز والتحضير ليوم حافل بالتحديات.
في طريقه إلى عمله، ينقل مؤشّر المذياع بين المحطات المختلفة بحثًا عن نشرات الأخبار، قبل أن يُسكت المذياع ليستعيد في ذاكرته جدول عمله.
يجزم الأُشيقر، بأنّ التحضير المسبق لكلّ ما يخص عمله هو السر وراء نجاحه في تقديم محتوى إعلامي يحمل رسالة ذات معنى.
يتقلد، دور مقدم البرامج في مركز الكفيل للإنتاج الفني والبث المباشر، وقد حرص على التوازن بين حياته المهنية والشخصية.
يقول، إنّ "من أهدافي التي أطمح إليها كمقدم برامج هي أن أنقل إلى الناس رسالة العتبة العباسية المقدسة، وأكون قريبًا منهم، وبما يؤثر فيهم بشكل إيجابي."
رحلة الإعلام والتدريب
مركز التدريب الإعلامي في العتبة العباسية المقدسة كان له دورٌ كبير في الحياة المهنية لـ "علي الأُشيقر"، فقد أضاف هذا المركز الكثير لمسيرته عن طريق الورش والدورات التي يقدمها.
يقول علي، "في المركز حضرتُ 7 دورات تدريبية ساعدتني في تطوير مهاراتي، وجعلتني أنطلق للإبداع في مجالي"
هو يعتقد أنّ مركز التدريب الإعلامي ليس مجرد مكان لتقديم الدورات، بل هو مؤسسة حيوية تسهم بشكل كبير في تحسين وتطوير العاملين في مختلف أقسام الإعلام.
يُعدّ المركز جزءًا من قسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة، وهو متخصص في تدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية عبر ورش ودورات تدريبية في مجالات متعددة، مثل الصحافة، والتصوير، والمونتاج، والإخراج، والأمن السيبراني.
ويهدف المركز إلى تطوير مهارات الإعلاميين ورفع كفاءاتهم بما يواكب التطورات الحديثة في هذا المجال.
علي فضل، معاون مدير هذا المركز، يقول، "مركز التدريب الإعلامي يضمّ البرنامج المركزي للمنتسبين الذي يشمل ورشًا عديدة، متخصصة حول التضليل الإعلامي والهوية الثقافية".
ويضيف فضل "نظّمنا حتى الآن أكثر من 50 دورة تدريبية سنويًا، ما يسهم في تدريب ما يقارب 1000 منتسب في كل سنة، مع تنظيم دورات تعليمية في مختلف التخصصات."
التوسع والتطور في التدريب الإعلامي
مع التطور السريع في مجال الإعلام، سعى المركز إلى استقطاب مدربين من ذوي الخبرة من خارج العراق، وتعاون مع عدد من الجامعات العراقية الرائدة وشبكة الإعلام العراقي بهذا الخصوص.
ويشير جسّام السعيدي، مدير مركز الإعلام الوقائي في العتبة العباسية المقدسة، إلى أنّ المركز افتتح قاعات تدريبية مجهزة بأحدث التقنيات، إذ يمكن للمنتسبين تلقي تدريبًا احترافيًّا فيها.
وقال، "طوّر قسم الإعلام المركز باستمرار عن طريق استقدام مدربين عالميين وتوفير بيئة تدريبية متكاملة على الرغم من أنّ المركز افتُتح عام 2020."
ويبين السعيدي أنّ المركز يقدّم خدماته بدرجة أساسية للإعلاميين العاملين في مؤسسات العتبة العباسية المقدسة وأقسامها.
لكنّه استدرك بالقول، "وأحيانًا تطلب منّا مؤسسات من خارج العتبة إقامة دورات تخصصية في المركز، كما سبق وحصل مع إحدى المؤسسات في واسط إذ طلبت أن نقيم دورات خاصة عن السياسة الإعلامية والتحرير وقد ساهمنا بجزء منها".
والمركز يُقدّم بيئة تدريبية متميزة تعتمد على أحدث التقنيات والأساليب، ويستضيف مدربين متخصصين لتلبية الاحتياجات التدريبية.
شهادات مميزة للمنتسبين
وبالعودة إلى علي الأُشيقر، فقد حاز جوائز تقديرية من معاهد إعلامية دولية، شارك فيها، وينسب نجاحه إلى ما حصل عليه من تدريب في مركز التدريب الإعلامي في العتبة العباسية المقدسة.
يقول الأُشيقر، "الدورات التي قدمها لي مركز التدريب الإعلامي جعلتني أكثر احترافية في عملي، وتعلمت فيها كيفية استخدام التقنيات الحديثة في إعداد وتقديم البرامج."
اللافت أنّ مركز التدريب الإعلامي في العتبة العباسية المقدسة لا يقتصر على توفير الدورات الأساسية، بل يسعى لتلبية احتياجات القطاع الإعلامي عبر تقديم ورش متخصصة تستهدف المهارات المطلوبة في العصر الرقمي، مثل الأمن السيبراني وإنتاج المحتوى الرقمي.
وفي إطار هذه الرؤية، يواصل المركز تطوير بيئة التدريب المتاحة فيه وتوسعتها، فهو يقدم سنويًا عشرات الدورات التدريبية، والتي تضمّ محاضرات تثقيفية في مجالات التكنولوجيا والإعلام، فيما بلغ عدد المستفيدين من برنامجه المركزي قرابة 4000 إعلامي.
منصة لتنمية القدرات
يُعدّ مركز التدريب الإعلامي في العتبة العباسية المقدسة جزءًا أساسيًا من رسالتها العامة التي تهدف إلى تعزيز المهارات الإعلامية ودعم الإعلاميين في مختلف المجالات.
وعن طريق تلك الدورات التدريبية المتخصصة، يسهم المركز في تطوير الإعلام المحلي، ويساعد على نشر رسالة العتبة العباسية المقدسة، التي تجمع بين العمل الديني والثقافي والإعلامي، في ظل تطور مستمر.
وفي سياق هذه الجهود، تأتي الشهادات التي يحصل عليها المشاركون من جميع الأعمار والمجالات لتؤكد أنّ مركز التدريب الإعلامي هو أكثر من مجرد مكان للتدريب، إنه مركز يقوم على أسس علمية وعملية قوية، ويُعد منصة حقيقية لتنمية القدرات الإعلامية.