image alt

حينما تتداخل الموروثات بالحداثة

حينما تتداخل الموروثات بالحداثة

عطاء الشباب.. مسعى ثقافي بخطى واثقة


حين تتداخل الموروثات، العقائد والتقاليد مع التأثيرات الحديثة يواجه الشباب تحديات فكرية وثقافية تتزايد وطأتها مع تزايد الضغوط من المحيط الخارجي.


 وفي عصر العولمة الذي أصبحت فيه الثقافات المختلفة والمتباينة تفرض نفسها في وقت واحد على الناس في مختلف أصقاع الأرض، ازدادت الضغوط الفكرية والنفسية بشكل غير مسبوق.

في هذه الظروف لابد للمجتمعات من وسائل تدافع بها عن وجودها العقائدي والفكري والثقافي لتحمي أجيالها من الدخيل.


ومن بين هذه الوسائل الدفاعية برزت مجلة "عطاء الشباب" وهي مبادرة أطلقها قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة في محاولة لتوجيه الشباب نحو محتوى يعزز هويتهم الثقافية والدينية.

تبنّت المجلة منذ تأسيسها في 2009، قضايا تهم الشباب، مثل الرد على الشبهات الفكرية والعقائدية، وغيرها من الموضوعات التي تثير اهتمامهم.


 يقول رئيس تحريرها الأستاذ رضوان عبد الهادي، "هدفنا تقديم محتوى يتناول مشكلات الشباب ويطرح حلولًا لها، بهدف مساعدتهم في فهم القضايا التي تثير لديهم تساؤلات فكرية ودينية بطريقة مناسبة لعصرهم".

وقد واجهت المجلة تحديات في الوصول إلى الشباب الذين لم يكن من السهل جذبهم إلى المواضيع الدينية والفكرية في ظل الانفتاح الثقافي والفكري الذي شهده العالم بعد تطور وسائل الاتصال والتواصل.


 في هذا السياق يقول عبد الهادي، "قررنا استخدام منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى شريحة أكبر من الشباب وقد حققنا إنجازًا ملحوظا فيما نبتغيه".


وأشار إلى أنّ المجلة بدأت مع الوقت تجذب الانتباه على منصات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر، إذ بدأ الشباب يتفاعلون مع مواضيعها المطروحة على هاتين المنصتين.


 لفت يوسف سامر المظفر ذو الـ21 عامًا، من النجف الأشرف إلى أنّ المجلة أفادته كثيرًا في ما تضمنته من موضوعات متنوعة ونافعة، فقال، "الشاب في عمري تؤرقه تساؤلات وأفكار مختلفة وفي رحلة البحث عن هذه التساؤلات يصادف محطات عديدة، بالنسبة لي وجدت في المجلة إجابات مهمة لما يعتريني من تساؤلات".


تشمل مجلة عطاء الشباب موضوعات اجتماعية وفكرية تتعلق بحياة الشباب، ويشير محمد يوسف، سكرتير التحرير عن أهمية تنوع المواضيع في المجلة بقوله، "نحرص على تقديم مواضيع متنوعة تهمّ الشباب وتعالج التحديات اليومية التي يواجهونها، وتمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة في ظل الظروف الراهنة".


مضيفًا أنّ من الموضوعات التي تركز عليها المجلة أيضا هي تقديم الحلول للمشاكل التي يعاني منها الشباب، مثل التوترات النفسية أو التحديات الاجتماعية.


 وعلى الرغم من أنّ المجلة تطرقت لهذه المواضيع وغيرها، لكنّ البعض يعتقد أنها لم تأت بحلول عملية للمشاكل واكتفت بالنظريات.


 عبد الهادي يوضح قائلًا، "معالجة المشاكل الفكرية والثقافية لابد أن تبدأ أولا من تصحيح الأفكار بالأفكار، وهذا ما عملت عليه المجلة".


مشيرًا إلى أنّ كل السلوكيات تنبع من أفكار مسبقة، فإن كانت الفكرة جيدة كان السلوك جيدا والعكس بالعكس مضيفًا "نحن نهدف إلى صناعة الأفكار الإيجابية لتكون الأفعال الناتجة عنها مماثلة".


وقد استفادت إدارة المجلة من التطور التكنولوجي في مجال الاتصال والتواصل، وأصبحت تقدم محتوى متجدد يتناسب مع تطور العصر، واتخذت خطوات مهمة لمواكبة الوسائل الرقمية.


يقول عبد الهادي، "في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد كافيًا الاعتماد على الطرق التقليدية، لذلك اعتمدنا نشر الإصدارات عبر الإنترنت لتصل إلى عدد أكبر من القراء".


ويبدو أنّ "عطاء الشباب" تواصل سعيها للوصول إلى جمهور أكبر من الفئات العمرية الشابة، مستفيدة من الأدوات الرقمية والتفاعل المباشر مع متابعيها.


ورغم التحديات التي واجهتها في بداية مشوارها، إلا أنّها أصبحت جزءا من المشهد الثقافي والفكري الذي يعنى بالشباب في العراق.