image alt

متمسكاً بشرف الخدمة

متمسكاً بشرف الخدمة


بابلي يتخلى عن مدينته لخدمة أبي الفضل عليه السلام



عيناه لا تفارق الأرض، متفحصة الشوارع والأرصفة المحيطة بالصحن الشريف للعتبة العباسية المقدسة، ساعياً على مدار الساعة في رفع أي مهمل أو مغلف يرمى أو مخلفات يتركها الزائرون وراءهم.

إذ يحرص محمد عبد الرضا بشدة على نظافة القاطع المحيط بالصحن الشريف من أي شائبة أو نفاية قد تلقى هنا أو هناك حسب ما أفاد.

وعبد الرضا المنسوب إلى شعبة النظافة في قسم الشؤون الخدمة التابع للعتبة العباسية المقدسة اتخذ من هذه الوظيفة مهنة أبدية له يرى فيها شرفا لا نظير له.

معلقاً، "أن تكون خادماً في العتبة المقدسة شرف لا يناله إلا ذو حظ عظيم".

ويقول، "أرى إن من التوفيقات الإلهية قبولي في هذه المهنة الشريفة".

مبيناً، "عندما تقدمت للعمل هنا لم تكن لدي غاية مادية، بل الحصول على الأجر والثواب ورضا الله ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين".

ويضيف، "قضيت أكثر من عام وأنا أعمل في هذه المهنة متطوعاً، إلى أن عرض عليّ القسم الانتساب بشكل رسمي".

متابعاً، "وافقت على الانتساب لإدامة التقرب إلى أهل البيت، وعرض عليّ عدة مرات النقل إلى أقسام أو شعب أخرى لتولي واجبات مريحة إلا أني أرفض كل مرة".

وأمضى عبد الرضا الحاصل على شهادة ثانوية ثمانية عشر عاماً في هذه المهنة، بعد أن فضل ترك محافظة بابل التي ينتمي إليها للسكن في محافظة كربلاء تقرباً للعتبات المقدسة.

إذ يقضي يومياً خلال نوبات عمله الممتدة على مدى سبع ساعات متواصلة عدة مهام، منها رفع النفايات والمخلفات التي يتركها الزائرون وراءهم بالإضافة إلى كنس الشوارع المحيطة بالصحن الشريف لإزالة الأتربة، فضلاً عن بعض مهام التنظيف الملحقة.

وعلى شاكلة عبد الرضا العديد من المنتسبين إلى شعبة النظافة في قسم الخدمات، ممن فضلوا ترك محافظاتهم والتفرغ لهذه المهنة تبركاً وتشرفاً بخدمة أبي الفضل العباس عليه السلام، بحسب مسؤول الشعبة السيد جواد كاظم.

فيقول، "هذا الشرف يطمح إليه معظم المسلمين الشيعة نظراً لقدسية مراقد أهل البيت عليهم السلام في قلوبهم بشكل عام، ومرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل عليهما السلام بشكل خاص".

مضيفاً، "لذا نشرك في أيام الزيارات العادية والزيارات المليونية آلاف المتطوعين من مختلف مدن العراق، ومثلهم ممن يفدون إلى العراق من الدول الأخرى.

وتضم شعبة النظافة 280 منتسباً، تتوزع مهامهم على مدار أربع وعشرين ساعة يومياً، مقسمين بواقع ثلاث وجبات عمل.

ويقع على عاتق منتسبي الشعبة عدة مهام منها داخل الصحن الشريف وخارجه.

وتستقبل العتبات المقدسة في مدينة كربلاء آلاف الزائرين يومياً، في حين تشهد استقبال ملايين الزوار يوميا خلال أيام المناسبات الدينية، فيما يعد يوما الخميس والجمعة من الأيام التي تكتظ بشكل دوري بالزائرين أيضاً، اذ تصل اعداد الزائرين الى مئات الآلاف.

فيقول مسؤول الشعبة، "قواطع العمل داخل الصحن تتمثل بسرداب الرجال والنساء وترتيب المكتبات وتنظيف المسقفات بشكل يومي، وفرش السرداب بالسجاد الخاص يوم الخميس لأداء صلاة الجماعة، فضلا عن غسل وتنظيف الحائر الشريف، وباب القبلة والمساحة حول الإمام العباس عليه السلام بشكل كامل، إلى جانب تنظيف شارع الإمام العباس (علية السلام).

وتمتلك الشعبة مقراً خاصاً يعنى بغسل حاويات النفايات وإدامتها وتعقيمها بشكل شبه يومي.