image alt

في ساعات متأخرة من الليل وبمواد خاصة

في ساعات متأخرة من الليل وبمواد خاصة

عمليات معقدة لتنظيف الضريح المقدس



في ساعات متأخرةٍ من اللّيل، وبأوقات ينخفض فيها أعداد الزائرين، ينهمك السيد ناظم الغرابي بصحبة عدد من فريقه في عمليات تنظيف الشباك الخاص بضريح مرقد ابي الفضل العباس عليه السلام.

اذ تحرص الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على ظهور الضريح الشريف بما يليق بمقام ابي الفضل عليه السلام، مخصصة فريقا متمرسا في عمليات الادامة والتنظيف بشكل دوري.

ويمتاز الضريح بخصائص فريدة وعديدة تتصف بجمالية نقوشه وزخارفه الموجودة في جميع قطعه وتميّزه فنيا عن باقي ‏الأضرحة الموجودة في العتبات المقدسة الأخرى.

والعباس بن علي بن أبي طالب أحد شهداء معركة الطف الشهيرة التي خاضها الإمام الحسين سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بمقابل الجيش الأموي عام 61 للهجرة، والتي جرت على أرض مدينة كربلاء وسط العراق، والتي اكتسبت قدسيتها بسبب احتضانها لجثامين الشهداء عليهم السلام.

ومنذ ذلك التاريخ باتت العتبة العباسية المقدسة أحد أهم المراكز الدينية الثقافية في العراق والعالم على حد سواء، إذ تستقبل بشكل دائم وعلى مدار ساعات اليوم عشرات الآلاف من الزائرين الذين يفدون على العتبات المقدسة في كربلاء من داخل العراق وخارجه، وتشير التقديرات شبه الرسمية إلى إن ما يقرب من سبعين مليون زائر يؤدي مراسيم الزيارة سنوياً.

فيقول السيد الغرابي رئيس قسم الأضرحة والشبابيك في العتبة المقدسة، "نزاول عمليات التنظيف والإدامة في الأوقات التي تنخفض فيها أعداد الزائرين، خصوصاً الأيام الاعتيادية التي تخلو من الزيارات المخصوصة".

وتشمل عمليات التنظيف قبة الضريح والزخارف المعدنية والخشبية المصنوعة من الذهب أو الفضة.

وتستخدم في عمليات التنظيف مواد خاصة تراعي عدة عوامل للحفاظ على معدن الضريح الشريف إلى جانب عدم التأثير السلبي على سلامة الزائرين.

فيبين السيد ناظم، "المواد المستخدمة لا تترك أي أضرار على الشباك أو تؤثر على الطابع الزخرفي بأي شكل من الأشكال كونها صديقة للبيئة، فضلاً عن خلوها من أي تأثيرات صحية على الزائرين".

ويضيف، "كما إن المواد المستخدمة في عمليات التنظيف معقمة للمكان لاحتوائها على مادة تساعد في القضاء على الجراثيم والبكتريا".

مشيراً، "نتجنب استخدام المواد الكيماوية القاسية التي قد تؤثر على المعادن أو الأخشاب المستخدمة في الضريح، والتي قد تعرضها للتلف، إذ نحرص على ألا تتجاوز نسبة المواد الكيماوية فيها ١٠٪؜".

ويكمل، "نستخدم أدوات دقيقة مثل الفرش الناعمة أو الأقمشة المصنوعة من مواد خاصة، لمنع خدش أو إتلاف هذه الأسطح الحساسة".

ويحتوي الضريح المقدس على عدة معادن، مثل الذهب والفضة والنحاس، إلى جانب الخشب وبعض المعادن والأحجار النفيسة.

فيما تبلغ كمية الذهب الكلية أكثر من (160) كغم من الذهب عيار 24.

وبحسب السيد مسؤول قسم الأضرحة والشبابيك إن فرق العمل تحرص أيضاً على استخدام مياه خالية من الأملاح، لضمان عدم اضرارها بمفاصل الضريح الشريف، متّبعين طريقة استثنائية في عمليات الغسل.

فيقول، "لا يتم سكب الماء بشكل مباشر حرصاً على سلامة الخشب الموجودة داخل الهيكل والذي قد يتعرض للتلف والتآكل".

كما تتبع عمليات التنظيف مهمة لا تقل اهمية بالنسبة للعتبة المقدسة تتمثل بجلي وتلميع الضريح الشريف، والتي كسابقتها تدخل لدى تنفيذها تحضير مواد خاصة.

فيوضح السيد الغرابي، "تجري عمليات الجلي على يد فنيين يتحلون بمهارات رفيعة المستوى، وباستخدام مواد توافق المعايير ذات جودة عالية لضمان عدم تأثر مادتي الذهب والفضة".

وتستغرق عمليات التنظيف والجلي عدة ساعات متتالية خلال فترة الليل مع انحسار أعداد الزوار بشكل دوري وفق جداول زمنية تتباين من شهر على أقل تقدير ولا تتجاوز الشهرين.

كما يتولى قسم الأضرحة والشبابيك عدة مهام مضافة، منها واجبات غسل القبة الشريفة والأبواب الخارجية والداخلية للصحن والحرم الشريفين.