image alt

مناحل الكفيل... من الداخل إلى الخارج

مناحل الكفيل... من الداخل إلى الخارج

مشروع واعد ضمن طموحاته التصدير


 

بحذر وحرص شديدين.. يتابع الدكتور حسنين عبد الرضا النحل على مدار الساعة، مدققاً بجميع تفاصيل أحواله وتحركاته، متمعناً بعين خبيرة تصرفات تلك المخلوقات ونشاطها اليومي.

إذ يقضي الدكتور الذي يشرف على مناحل الكفيل ساعات طويلة من اليوم وهو يتابع إنتاج مادة العسل، يحذوه الأمل في زيادة معدلات الإنتاج خلال الأشهر والسنوات القادمة.

ومناحل الكفيل هي إحدى المؤسسات الإنتاجية التابعة للعتبة العباسية المقدسة في محافظة كربلاء جنوب غرب العاصمة العراقية بغداد.

إذ تعنى العتبة بتبني ورعاية مشاريع التنمية المستدامة والتماسك الاجتماعي في العراق، لتشمل مشاريعها القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية، إلى جانب المشاريع الاجتماعية والثقافية.

وأسست العتبة العباسية المقدسة مشروع مناحل الكفيل عام (2012)، وضم في بدايته عددا محدودا من خلايا النحل وتطورت بمرور السنين للوصول إلى مئات الخلايا المنتجة.

ويتحدث الدكتور حسنين بنبرة من الفخر قائلاً، "تسعى مناحل الكفيل التابعة إلى العتبة العباسية المقدسة ان تحقق اكتفاء ذاتيا في إنتاج العسل وأخذت توسع نطاق التوزيع".

مضيفاً، "حققت المناحل قفزة نوعية في إنتاج العسل الطبيعي مما يعزز الاقتصاد الوطني باعتماده على الموارد المحلية وأصبحت قادرة على تزويد الأسواق العراقية بمنتجات عالية الجودة".

مبيناً، "كانت الهدف في البداية من إنشاء مناحل الكفيل هو تلبية احتياجات العتبة العباسية المقدسة من العسل الطبيعي خاصة لتوفير منتجات ذات قيمة غذائية عالية للزائرين، إذ تزايد الطلب وتنامت خبرات الفرق العاملة وبدأت المناحل توسع نشاطها لتشمل أسواقًا محلية أوسع".

وبحسب الدكتور حسنين، فإن "إدارة مناحل الكفيل اعتمدت استراتيجية متكاملة ترتكز على أربعة محاور أساسية منها التكنولوجيا الحديثة في تربية النحل، وأيضاً التدريب المستمر للملاكات العاملة، والالتزام بمعايير الإنتاج العضوي، وأخيراً توفير البيئة المناسبة للنحل وحمايته من المخاطر البيئية والأمراض".

ويتابع، "يحظى العاملون في المناحل بتدريبات خاصة في تربية النحل، بدءًا من مرحلة تأسيس الخلايا وحتى عملية استخراج العسل وتعبئته".

ويشير مدير المناحل إلى، "انتاج اجود أنواع العسل، منها عسل السدر والبرسيم واليوكالبتوس وغيرها، والتي لها فوائد صحية متميزة تسهم في تعزيز صحة المستهلك".

موضحاً، "المنتج يعبأ بطريقة حديثة تحافظ على القيمة الغذائية للعسل، كما تم توزيعه على الأسواق المحلية بهدف توفير عسل طبيعي وصحي للمواطنين". 

وكشفت إدارة مناحل الكفيل عن السعي الى إبرام شراكات استراتيجية مع جهات محلية ودولية لدعم الإنتاج وتوسيع نطاق التسويق ليشمل أسواقًا خارجية، بما يسهم في تعزيز مكانة العراق بوصفه منتجاً للعسل الطبيعي ذي الجودة العالية.

وكما يتبين فإن منتجات مناحل الكفيل تنال استحسان ورضا المواطنين في العراق.

يقول أحمد عباس أحد محبي العسل الطبيعي، "دائماً أقوم بشراء العسل الطبيعي من مناحل الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدسة كون منتجها خاليا من التلاعب ولا يتم إدخال أي مواد إضافية إليه".

ويضيف، "ما يهمني في الأمر إن العسل طبيعي بشكل مطلق ويتميز بجودته العالية إلى جانب سهولة الحصول عليه".

ويؤكد الدكتور حسنين على أن "العسل المُنتَج يتميّز أنّه طبيعيّ 100% وخالٍ تماماً من أيّ إضافة، ومفحوص بمختبرات مركزية خاصة بتحليل العسل، فضلاً عن سعره المدعوم قياساً بما هو موجودٌ في الأسواق وذو نوعيّاتٍ مختلفة، حسب مصادر التغذية مثل: (السدر، اليوكالبتوس، البرسيم والزهور المتنوعة) إضافةً إلى النباتات البرّية".

مبيناً، "العتبة العبّاسية المقدّسة وفّرت مصادر غنيّة لغذاء النحل كمزرعة السدر النموذجيّة، وأحيت مشروع الحزام الأخضر الذي يضمّ العديد من أشجار السدر واليوكالبتوس، بالإضافة إلى مشتل الكفيل ومزارع اختصاصيّة أُخَر أسهمت في الوصول إلى هذا الإنتاج المميّز".

وأَنشأت مناحل الكفيل في العديد من الأسواق المنتشرة في كربلاء والمحافظات الأخرى منافذ خاصة لبيع العسل.

إلى ذلك يعلق خبير التنمية الدكتور حسن الفتلاوي قائلاً، "الكثير من المواطنين يشيدون بمنتجات مناحل الكفيل مؤكدين أنها تجمع بين الجودة العالية والسعر المناسب، وأيضاً وفرتها في الأسواق المحلية".

ويضيف، "مشروع مناحل الكفيل دليل واضح على التزام العتبة العباسية في دعم المشاريع المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي مما يسهم في التنمية الاقتصادية".