
بهمة رجل واحد تتآزر السواعد لرفع أطنان الرمال التي تفترش بعض مداخل العتبة العباسية المقدسة.
تلك الرمال التي سبق أن فرشت مطلع شهر محرم قبيل زيارة العاشر من المحرم، ليتم رفعها مع انتهاء زيارة العشرين من صفر، الذكرى السنوية لأربعينية الإمام الحسين عليه السلام.
ويعد فرش الرمال تقليداً متبعاً منذ ما يقرب من عقدين، ومغزاه حماية وسلامة الزائرين أثناء دخولهم وخروجهم من الصحن الشريف.
وتبلغ مساحة صحن العتبة العباسية المحيط بالحرم الشريف عشرة آلاف وتسعمئة وثلاثة وسبعين متراً مربعاً، فيما تبلغ مساحة الحرم الذي يحيط بضريح أبي الفضل العباس عليه السلام.
وتستقبل العتبة على مدار العام ملايين الزوار، فيما أظهرت الإحصائيات الأخيرة الخاصة بزيارة الأربعين مشاركة أكثر من واحد وعشرين مليون زائر.
وتستقبل العتبة العباسية المقدسة تلك الأعداد على شكل موجات بشرية خلال الزيارات المليونية، الأمر الذي يستدعي تهيئة منافذ الدخول والخروج بشكل آمن وسلس.
إذ تضم الحشود الزائرة بالإضافة إلى الرجال، الأطفال والنساء أيضاً.
وافترشت إدارة العتبة المقدسة خلال زيارتي عاشوراء والأربعين الأخيرتين جميع بوابات الصحن الشريف التسعة، لتأمين انسيابية دخول وخروج الزائرين.
وهي بوابة القبلة وبوابة الكف وبوابة الإمام علي عليه السلام وبوابة الإمام الحسن عليه السلام وبوابة الإمام الحسين عليه السلام وبوابة الإمام الكاظم عليه السلام وبوابة الإمام الجواد عليه السلام وبوابة الإمام الهادي عليه السلام وبوابة الفرات وبوابة الإمام صاحب الزمان عليه السلام.
يقول السيد رضا ناجي ساهي معاون رئيس قسم حفظ النظام: "كمية ما فرش من الرمال فاق سبعاً وثلاثين شاحنة حوضية".
مضيفاً، "هذا الأمر أسهم بشكل كبير في الحد من حوادث تعثر الزوار خلال فترة الاكتظاظ أثناء دخولهم وخروجهم بالعتبة المقدسة وكذلك تسهيل دخول وخروج المواكب الحسينية واستقبال المعزين لركضة طويريج يوم العاشر من محرم ".
موضحاً، "عادة ما يتم فرش الرمال في أيام السادس أو السابع من شهر محرم الحرام، ولكن في هذه السنة أخذنا في الحسبان إن زخم الزيارة سيأتي بوقت مسبق، فاختير المباشرة بعملية الفرش ابتداء من أول أيام شهر المحرم مع التأكيد على فرش جميع الأبواب".
مشيراً: "انعكس ذلك بصورة واضحة خلال إحياء عزاء عاشوراء في العاشر من محرم الحرام هذا العام".
وبحسب السيد رضا فإن سبب فرش الرمل يعود إلى ضمان عدم تعثر الزوار خلال دخولهم إلى العتبة خصوصاً خلال عزاء طويريج، والتي تشهد هرولة جماعية للزائرين صوب العتبات المقدسة خلال فترة الظهيرة.
وتم رصد مئات الالاف من المعزين الذين شاركوا بمراسيم عزاء طويريج في فترة زمنية امتدت من ثلاث الى اربع ساعات متواصلة.
وتستعين العتبة المقدسة بآليات ومعدات خاصة خلال عملية فرش ورفع الرمال للحفاظ على الأرضيات والجدران الخاصة بالبوابات، مما يضمن عدم تعرضها للكسر أو الخدوش خلال العمل.
فيما يلاحظ مشاركة العشرات من الزوار في عمليات رفع الرمال من باب التشرف بالخدمة والحصول على مقدار من الرمال للتبرك.