image alt

حاجة تستعيد كنزها في كربلاء

حاجة تستعيد كنزها في كربلاء

مبلغ نقدي ضخم وحلي ذهبية في ذمة العتبة العباسية المقدسة

تنفست الحاجة أم علي الصعداء وهي تحصي المبالغ النقدية والحلي الذهبية بعد أن استعادتها، وكانت قد حسبت أنها فقدتها نهائياً إلى غير رجعة.

معلقة: "أكبر همومي كان هو كيف أواجه أحفادي بخيبة أمل ضياع أموال أبيهم التي يعولون عليها منذ أشهر".

مبينة: "جميعهم ينتظروني في المنزل على أحرّ من الجمر لاستقبالي وأنا أجلب لهم مستحقات أبيهم الشهيد بعد أن استلمتها من مؤسسة الشهداء في كربلاء".

وكانت الحاجة أم علي التي وفدت إلى كربلاء قد قدمت من العاصمة العراقية بغداد بهدف استلام مستحقات ابنها البكر المالية الذي استشهد خلال فتوى الجهاد الكفائي، مخلفاً وراءه أربعة أبناء، بنتا وثلاثة ذكور.

فتقول، "قررت أداء مراسيم زيارة العتبات المقدسة بعد أن أكملت إجراءات استلام المستحقات المالية الخاصة بولدي الشهيد".

وتضيف، "اعتدت في كل مرة أن أضع مقتنياتي في إحدى الخزانات الموجودة بالقرب من العتبة العباسية المقدسة".

مشيرة، "أُصبت بالصدمة وأنا أشاهد أن الخزانة مفتوحة وخالية من جميع الأموال والحلي الذهبية التي وضعتها داخلها".

إلا أن تلك الصدمة التي كادت تفقد السيدة أم علي وعيها لم تطل كثيراً من الوقت، إذ بادر أحد منتسبي وحدة الأمانات إلى طمأنتها وتهدئتها، قبل أن يصطحبها إلى مقر الوحدة.

من جانب آخر لم يبد السيد علي الصافي، أحد مسؤولي شعبة الأمانات في العتبة العباسية المقدسة، دهشته وهو يحصي الأموال والحلي الذهبية التي جلبت إليه من قبل منتسبي وحدته، قائلاً، "إنها ليست المرة الأولى التي تصادف أن يعثر على مثل هذه المقتنيات مجهولة المالك".

ويضيف، "لقد صادفت عشرات الأحداث المشابهة خلال فترة خدمته في الوحدة الممتدة على مدى أربع سنوات متتالية".

موضحاً، "كثير من الزائرين لا يغلقون أبواب الخزانات بشكل صحيح، وقد اعتاد منتسبو الشعبة مراقبتها وتفحصها بشكل دقيق للحفاظ على تلك المقتنيات من السرقة أو الضياع".

لافتاً، "لاحظ أحد منتسبي الوحدة أن الخزانة الخاصة بالسيدة أم علي غير مغلقة بشكل تام وتحوي مقتنيات خاصة، الأمر الذي دفعه إلى جلب تلك المحتويات إلى مقر الوحدة قبل تسليمها".

وتنص التعليمات التي تتبعها شعبة الأمانات أن يحصي من يدّعي فقدان مقتنياته بشكل مفصل، قبل أن تسلم له بمحضر رسمي.

ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى تسلمت السيدة أم علي مقتنياتها بشكل يسير، بعد أن بينت أمام مسؤولي الشعبة قدر المبلغ المالي وعدد وأوصاف الحلي الذهبية التي فقدتها.

وتوفر العتبة العباسية المقدسة العشرات من الخزائن الصغيرة إلى جوار الصحن الشريف، كإجراء يهدف للتخفيف عن كاهل الزائرين، عبر توفير أماكن آمنة تُستخدم عادةً لتخزين مقتنيات ثمينة مثل الحقائب، والهواتف المحمولة، والأوراق المهمة، أو أي شيء يرغب الزائر في الحفاظ عليه أثناء زيارته للعتبة أو أثناء أداء الشعائر الدينية.

وتنشر شعبة الأمانات ما يقارب 20 (لوكراً) في باب قبلة الصحن الشريف، وقرابة 10 أيضاً قرب باب الحسن عليه السلام، وقرابة 27 (لوكراً) قرب باب الإمام موسى الكاظم عليه السلام، و9 (لوكرات) في باب الكف، و9 أخرى في باب العلقمي و6 في باب الإمام محمد الجواد عليه السلام.

في سياق متصل.. فإن شعبة الأمانات توفر للزائرين خزائن خاصة إضافية؛ إذ يوجد ما يقارب 90 صندوق خزائن، يحوي كل صندوق 30 خانة، فيما يبلغ مجمل عدد الخزائن: 2700 خزنة.

مبيناً، "هذه الخانات مزوده بأعلى درجات الأمان، ولا يمكن لأحد أن يقوم بفتحها أو استنساخ مفاتيحها؛ لأنها ذات صناعات دقيقة من منشأ الماني الصنع".

مكملاً، "يتم تسلم مفتاح الخزانة مقابل أحد المستمسكات الرسمية للزائر، مثل إجازة قيادة مركبة أو بطاقة الاحوال المدنية أو جواز سفر أو موبايل أو هوية لدائرة حكومية أصلية، ليسلم له مفتاح الخزانة الذي يحمل رقمها ورقم (اللوكر)".