image alt

من كثبان رملية إلى محطات ترفيهية للعوائل الكربلائية

من كثبان رملية إلى محطات ترفيهية للعوائل الكربلائية

الحزام الأخضر.. عوائد الاقتصادية ومنافع بيئية

تبدي السيدة أمل سعادتها وارتياحها بعد أن ارتسمت مظاهر البهجة والسرور على وجوه أطفالها، فهم يتوقون إلى هذه الفسحة بشكل كبير مع نهاية كل أسبوع.

والسيدة أمل قررت أن تصطحب أطفالها الثلاثة إلى حدائق ومتنزهات الحزام الأخضر في مدينة كربلاء المقدسة، ترى في المشروع التفاتة بالغة الأهمية نفسياً وصحياً على صعيد العوائل في المدينة.

مشيرة، "كانت هذه المنطقة مصدراً للأمراض والتلوث البيئي قبل أن تتحول إلى جنائن خضراء".

وتضيف، "قبل ذلك كانت عبارة عن صحراء ومكب للنفايات ومرتع للكلاب والحيوانات الضارة".

ومشروع الحزام الأخضر أحد المهام التي تبنت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة تنفيذها في سياق المشاريع التنموية التي ترعاها داخل العراق وخارجه.

وفكرة المشروع تتمثل بتحويل نطاق صحراوي يمتد من شمال إلى شرق مركز مدينة كربلاء يمثل حيزاً زراعياً بين نهاية الأحياء السكنية والبادية، ليكون مصداً للعواصف الترابية.

ويروي السيد جمال الخالدي من سكان أحد الأحياء المطلة على المشروع قائلاً، "كانت معاناتنا لا تنتهي مع الغبار المتطاير والرياح الحارة والجافة".

مضيفا، "كان الأطفال وكبار السن عرضة باستمرار لتأثير الغبار المتطاير الناجم عن الغبار، أما الآن فقد حد المشروع بشكل كبير من تلك الأضرار إلى جانب إن مساكننا باتت تتمتع بإطلالة خضراء بهية مفعمة بالحيوية بعد أن غابت مظاهر الجفاف والكثبان الرملية".

وأنشأت إدارة القسم محطات ترفيه متنوعة تتضمن أماكن خاصة للشواء، ومرآبا خاصا لعجلات المواطنين، وجلسات مؤثثة بالكامل وعلى إطلالات مختلفة، فضلًا عن المساحات المائية التي تلطف الأجواء، وغيرها من الخدمات.

ويبدو أن المشروع ذاع صيته إلى المدن والمحافظات المجاورة لمدينة كربلاء، إذ بات بعض الوافدين من المحافظات الأخرى يخصصون أوقاتا للراحة والتسلية في حدائق الحزام الأخضر.

فيقول السيد كاظم محمد من أهالي محافظة بابل، "اعتدت على زيارة كربلاء بين فترة وأخرى، مصطحباً العائلة وأحياناً بعض الأصدقاء".

ويضيف، "بعد أداء مراسيم زيارة العتبات المقدسة نحبذ التوجه إلى حدائق مشروع الحزام الأخضر بهدف الترفيه والراحة والاستجمام".

ويلفت كاظم إلى، أن "ما تتميز به تلك الحدائق إلى جانب جماليتها ونظافتها توفر أماكن مجانية واسعة لرصف المركبات دون أي معاناة".

معلقاً، "نجد هنا جميع مظاهر الراحة والترفيه، ابتداءً من الحدائق الغناء والمساحات الوافرة للتجول والجلوس إلى جانب وجود العاب التسلية المخصصة للأطفال".

ويبين السيد ناصر حسين بدر رئيس قسم الحزام الأخضر الشمالي والجنوبي في العتبة المقدسة، "يمتد المشروع على مسافة سبعة وعشرين كيلو متراً، بعمق يتراوح ما بين مئة إلى مئة وثلاثين متراً، وبمساحة إجمالية تصل إلى ألف وثمانين دونماً.

وبحسب القياسات الهندسية للمساحة فإن الدونم يبلغ (2500) متر مربع.

وعمل القسم على غرس الآلاف من الشجيرات من خلال المشروع، وتمثل جهود غرس فسائل النخيل في الصدارة، إلى جانب أشجار الزيتون والحمضيات والتين والرمان إلى جانب أشجار اليوكالبتوس.

يقول المهندس الزراعي أحمد حسين عبد الله، "اختير غرس اغلب الشجيرات كونها تتأقلم مع الظروف المناخية خصوصاً ارتفاع درجات الحرارة".

من جانبها أشادت المديرية العامة لزراعة محافظة كربلاء المقدسة بجهود الملاكات الهندسية التابعة للعتبة العباسية المقدسة، مشيرة إلى تولي تلك الملاكات أحد أكثر المشاريع الزراعية أهمية في المحافظة بنجاح كبير.

فيقول مدير إعلام زراعة كربلاء السيد باهر غالي، إنه قد "أحدثت العتبة المقدسة طفرة نوعية كبيرة في تطوير المشروع وبنائة في فترة قصيرة جداً، وخصصت مختلفة الاحتياجات إلى جانب اعتماد ملاكاتها أفضل أنواع السقي".

ويضيف، "أسهم المشروع بالقضاء على التصحر بشكل كبير، إلى جانب كونه بات رافداً مهمّاً لبعض المحاصيل الزراعية".

واستثمرت إدارة المشروع تلك المساحات الشاسعة من الأراضي المستصلحة في توفير بعض المحاصيل الزراعية لرفد الأسواق، بالإضافة إلى تخصيص مساحات لتربية الأغنام والأبقار والخيول إلى جانب الدواجن، بحسب السيد رئيس القسم.

مشيراً إلى أن " المشروع أصبح أحد الاذرع الاقتصادية الداعمة للسوق المحلي، بعد أن أسهم بتوفير جانب من المنتجات الغذائية"، موضحاً أن " المشروع بات ينتج التمور والزيتون والحليب ومشتقاته، إلى جانب الخضروات الموسمية المتنوعة مثل الطماطم والخيار والباذنجان والفلفل والباميا واللوبيا والبطيخ والرقي".