
مطالبات بمنع استخدام الأكياس والعبوات البلاستيكية
يسعى مهند علي بكل ما يستطيع إلى توضيح مخاطر استخدام الأكياس والعبوات البلاستيكية على سكان كوكب الأرض كما يقول، محذراً جميع من يصادفه من تداعيات استمرار ما يراه آفة تفتك ببطء بكل شيء حي.
ويروم مهند الذي لا يزال طالباً في المرحلة الإعدادية تنظيم تظاهرات تدفع المؤسسات الرسمية إلى منع صناعة واستخدام الأكياس والعبوات البلاستيكية.
ويستهل حديثه متسائلاً، "لا أفهم لماذا تتجاهل السلطات حقيقة مخاطر الأكياس والعبوات البلاستيكية الجسيمة؟".
ويعد العراق من الدول الأكثر استخداماً للأكياس والعبوات البلاستيكية، وتدخل بشكل كبير في الصناعات الغذائية كقناني المشروبات الغازية والعصائر إلى جانب بعض حافظات الأطعمة.
وتنتشر بحسب مراقبين العشرات من المصانع التي تنتج الأكياس والعبوات البلاستيكية في العراق.
إلى ذلك يرى رئيس منظمة التنمية والارتقاء بالبيئة العراقية أمال الدين الهر إن المجتمع الدولي أراد من استخدامها الخروج من أزمة إلا أنه دخل أزمة أكبر.
ويقول، "كانت الفكرة من وراء صناعة الحافظات البلاستيكية بدلاً عن الورقية الحد من ظاهرة قطع الأشجار".
مبيناً، "هذه الظاهرة ابتدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، بعد أن كانت جميع الحافظات إما ورقية أو زجاجية".
مشيراً، "خرجنا من أزمة قطع الأشجار لندخل في أزمة جديدة تتمثل بمضار الحافظات البلاستيكية".
ويرى الهر إن هذه الظاهرة لا تقتصر على بعض بلدان بل هي منتشرة في جميع الدول، عازياً سبب انتشارها إلى المادة الأولية الرخيصة نسبياً الناتجة عن مخلفات مادة النفط الخام.
مؤكداً، "الحافظات البلاستيكية بكافة أشكالها تمثل معضلة بيئية إلى جانب كونها إشكالية صحية".
دراسات علمية
وبحسب دراسة لخبراء من جامعة كولومبيا فإن كل عبوة بلاستكية خاصة بالمياه تحوي على (240) ألف جزيء بلاستيكي نانوي، وهي تخترق بطانة الأمعاء والمشيمة والحاجز الدموي الدماغي وتسبب أمراضاً كثيرة أخطرها السرطان.
ويشير المهندس حيدر رزاق حميد من مديرية بيئة محافظة كربلاء المقدسة إلى أن "المواد البلاستيكية تبقى عشرات أو مئات السنين دون أن تتحلل فهي تبقى مطمورة في التربة أو في البحار أو في الأنهار وبالتالي تكدسها".
ويقول، "قد تتطلب عملية تحللها عشرات أو مئات السنين مما يجعلها لوثاً بيئياً لا يمكن الخلاص منه بسهولة".
ويضيف، "أسفرت تلك المخلفات عن ضرر في قطاعات حيوية مثل الثروة السمكية، أو الحيوانية بشكل عام خصوصاً في الحدائق أو البساتين أو المناطق الزراعية لما لها من تأثيرات كيميائية وبيولوجية سلبية على الطبيعة".
بدوره يكشف وميض أنور مسؤول إعلام بيئة كربلاء المقدسة عدم وجود قانون يمنع استخدام وصناعة الأكياس والأكواب البلاستيكية قطعاً على الرغم من مخاطرها.
مبينا، "نحن -بصفتنا وزارة بيئة- نهتم بإصدار التوجيهات الإرشادية والإعلامية التي تسهم في استخدام الأكياس الورقية كونها صديقة للبيئة وتتفاعل مع التربة في مواقع الطمر وبسرعة".
ويقول، "أطلقنا حملة توعوية وزعنا بها الأكياس الورقية وشملت المدارس والمخابز والأفران وحتى المواطنين المارة، ونحن مستمرون في هذه الحملة".
في حين يدعو المهندس حيدر رزاق السلطات المركزية إلى فرض ضريبة تستهدف المصانع التي تنتجها، والمواطن الذي يستخدم الأكياس والعبوات البلاستكية كل على حد سواء.
ويقول، "كثير من الدول الأخرى بدأت تستخدم الورق لتقليل استخدام البلاستك، لا سيما الدول المتقدمة التي باتت تفرض ضرائب على المولات والمحلات التجارية التي تستخدم البلاستك".
ويتفق الهر مع ما يذهب إليه المهندس حيدر رزاق، معلقاً، "تقنين الحكومة استخدام البلاستك هو الحل الأمثل".
ويشير الهر الذي كان يشغل منصب محافظ كربلاء المقدسة الأسبق، "عبوات المياه البلاستيكية تسبب مشاكل بيئية كبيرة فهي تترك على الأرض".
ويضيف، "كربلاء المقدسة تشهد أكثر من زيارة مليونية كل عام، وفي كل مناسبة تتكدس ملايين العبوات والأكياس البلاستيكية غير قابلة للتدوير أو الطمر السليم وبالتالي هي مضرة جداً على المستوى البيئي".
موضحا، "البديل الأنسب هو أكواب وأكياس ورقية قابلة للتحلل".
إعداد حملة توعوية
بدوره يكشف مستشار الأمين العام في العتبة العباسية المقدسة لشؤون الصحة والتوعية السيد فائز الشكرجي إن أكاديمية الكفيل للإسعاف الفوري أخذت على عاتقها شن حملة توعوية للتعريف بمضار استخدام الأكياس والعبوات البلاستيكية.
ويقول، "لدينا برنامج باسم سلامة البيئة ومكافحة الأوبئة والجائحات، والبيئة تلعب الدور العامل الأساسي في انتقال وانتشار الفايروسات والجراثيم وأيضاً تلعب دور العامل الأساسي في مكافحتها".
ويضيف، "بدأنا بتأسيس البرنامج الذي يعنى بالبيئة من ناحية التصحر والنفايات المضرة وأيضاً تهتم بتدوير النفايات، بالإضافة إلى اهتماها بالأوبئة والجائحات".
ترحيب شعبي
من جانبهم رحب عدد من المواطنين بفكرة الاستغناء عن الأكياس والعبوات البلاستيكية، مطالبين الجهات الرسمية التحرك العاجل للحد من هذه الظاهرة السلبية.
فتقول ربة البيت أم أحمد، "بعد ما وصلني من معلومات حول مضار الحافظات البلاستيكية بدأ القلق يساورني على صحة أولادي وزوجي وصحتي".
وتضيف، "على الحكومة أن تتخذ قراراً قاطعاً لمنع استخدام البلاستيك في حفظ المياه والأطعمة".
وتتساءل بقلق، "لا سمح الله من المسؤول في حال أصيب أحد أبنائي بمرض خبيث"؟
بدوره أبدى البقال أحمد سعد عن استعداده المباشر لعدم استخدام الأكياس البلاستيكية في حال توفرت الأكياس الورقية.
ويقول، "من اللحظة الأولى لتوفر أكياس ورقية لن تجد في محلي أي كيس بلاستيك".
موضحاً، "على الدولة سرعة توفيرها حرصاً على حياة مواطنيها".
ويشير، "نحن مضطرون حالياً لاستخدام الأكياس البلاستيكية لعدم وجود أي بديل آخر".
ويتابع، "كان أسلافنا في السابق يأخذون معهم أكياسا مصنوعة من الخشب الخفيف (أكياس الخوص) يضعون بها مشترياتهم وهي تصنع محلياً".