image alt

كيف تكافح العتبة العباسية شبكات العنكبوت الكهربائية؟

كيف تكافح العتبة العباسية شبكات العنكبوت الكهربائية؟


كخيوط العنكبوت تتدلى وسط أحد أهم شوارع كربلاء المقدسة، لافتة أنظار المارة ومثيرة لقلقهم، خصوصاً إنها تمثل خطراً محيقاً في حال سقوطها على أحد، فقد تؤدي إلى وفاته، أو أهون الشرين صعقه بصورة مؤلمة.

فبالرغم من سعي الجهات الرسمية وغير الرسمية في إضفاء جمالية تناسب مدينة كربلاء المقدسة، خصوصاً إنها تستقبل على مدار أيام العام زواراً من كافة أنحاء العالم، إلا أن تلك الشبكات باتت تمثل مظهراً بشعاً لشوارع وفضاء المدينة، الأمر الذي أثار حفيظة كثير من الأهالي والزائرين على حد سواء.

فالأسلاك الكهربائية الخاصة بالمولدات الأهلية أمست تشكل هاجساً لدى الجميع، فهي تتمدد دون أي عائق بشكل أفقي في جميع الاتجاهات، وبعضها يتدلى عامودياً فوق رؤوس الناس، كأنها تسعى إلى الإمساك بهم.

ويبين الحاج عقيل عبد السادة أحد أصحاب المحال التجارية في شارع باب قبلة الإمام الحسين عليه السلام، "هذه الأسلاك نتيجة طبيعية لأمرين الأول نقص تجهيز الطاقة الكهربائية من المصادر الحكومية، والثاني عدم وجود قوانين أو لوائح تنظيم عمليات مد أسلاك خطوط الطاقة التي تمد من المولدات الأهلية المنتشرة في جميع أنحاء العراق".

ويضيف، "على الرغم من كونها طوق نجاة للمواطن خصوصاً في أيام شح امدادات الطاقة، إلا أنها باتت تمثل عبئاً في الوقت ذاته".

موضحاً، "إنها خطوط عشوائية ومختلفة الأنواع والأحجام ولا تخضع لمعايير السلامة المفترضة لحماية المواطن".

ويلجأ المواطنون في العراق منذ أكثر من ثلاثة عقود إلى الاستعانة بمولدات كهربائية خاصة لتعويض انقطاع الطاقة المستمر.

بدوره يصف علي هادي أحد سكنة المدينة، "هذه الأسلاك باتت تمثل الجانب المظلم من مظهر المدينة".

مضيفاً، "إنها تشوه سماء المدينة وجدران المباني وتمثل خطراً كبيراً في حد ذاتها". مبيناً، "لطالما تسببت هذه الأسلاك بصعقات مميتة لبعض المارة".

 في حين يعزو المواطن أحمد هاشم تراكم الأسلاك الكهربائية بصورة تثير الاستياء والاستهجان إلى عدم تحمل أصحاب المولدات مسؤولياتهم إزاء متابعة ورفع الأسلاك المستهلكة أو المتروكة.

فيقول، "لو تفحصنا هذه الأسلاك لوجدنا أن نصفها لا يعمل أو مهجور ومتروك منذ سنوات طويلة".

مبيناً، "أصحاب المولدات الأهلية لا يتبعون أي قانون ملزم برفع الأسلاك الكهربائية القديمة أو المتهالكة أو حتى المتضررة منها والتي تمثل خطراً للمواطنين".

ويضيف، "بعض الأسلاك تسببت بإصابة المارة بالصعقات المباشرة بسبب تدليها لمسافة قريبة من الأرض أو بعض الأسلاك المربوطة حول أعمدة الكهرباء او الاتصالات الحديدية".

ويشير هاشم إلى، أن "السلطات الرسمية معنية أولاً بسن قوانين ملزمة لأصحاب المولدات الأهلية باتباع معايير السلامة أولاً، ورفع جميع الأسلاك المتروكة أو المتضررة، بالإضافة إلى تنظيم عملية مد تلك الأسلاك بشكل منظم وغير عشوائي".

إشكالية معقدة

من جانبها ترى الحكومة المحلية في محافظة كربلاء المقدسة إن هذه الظاهرة تمثل إشكالية تعمل على معالجتها بشكل تدريجي.

إذ يشير مستشار المحافظ في شؤون الطاقة عدنان الصالحي إلى أن معظم مولدات الكهرباء الخاصة شيدت بشكل عشوائي بأماكن مكتظة بالسكان ومن الصعب تغيير مواقعها.

ويقول، "بناء على عدم القدرة على التغيير بشكل مطلق فقد ارتأت الحكومة المحلية تشذيب هذه الإشكالية بالتنسيق مع الوحدات الإدارية".

مبيناً، "تقرر أن يحد من استخدام الأسلاك العادية لتلافي ظاهرة انتشارها بشكل غير حضاري وغير آمن، عبر فرض استخدام (التوست كيبل) واعتماد وضع كابينات جديدة يرتبط بها المواطنون بأسلاكهم".

ويضيف، "هذا الأمر سيسهم في تنظيم الأسلاك الكهربائية الخاصة بالمواطنين عبر الربط بالكابينات مما يحد من انتشارها ومدها عبر شوارع المدينة".

ويشير الصالحي إلى، أن "مديريات الكهرباء غير معنية بمتابعة ورقابة أسلاك المولدات الخاصة".

مستدركاً، "إلا أنها معنية بمنع ربط تلك الأسلاك على أعمدة الكهرباء التابعة لها نظراً للمخاطر الناجمة عن ذلك إلى جانب تشويه المظهر العام الذي تسببه".

وكما يبدو أن مديرية كهرباء محافظة كربلاء تنتظر حتى الآن توجيها رسمياً للتحرك بحسب مدير إعلامها السيد حسين محمد.

مبيناً، "نحتاج إلى توجيه من وزارة الكهرباء و(القائم مقام) لإزالة التجاوزات الحاصلة على أعمدة الشبكة الكهربائية الوطنية".

مشيراً، "سنخرج بكل آلياتنا لدعم القرار ومساندة وزارة الكهرباء في القضاء على التجاوزات".

قسم بين الحرمين

إلى ذلك لم تنتظر ملاكات وحدة الكهرباء التابعة إلى قسم بين الحرمين في العتبة العباسية المقدسة توجيه دعوة للعمل على مكافحة هذه الظاهرة السلبية.

إذ شنت تلك الوحدة منذ تأسيسها عددا من الحملات لتنظيم الأسلاك الكهربائية العائدة لمنازل المواطنين في المدينة القديمة ورفع المتضرر والمستهلك منها.

فيقول السيد محمد مظلوم مسؤول وحدة الكهرباء، "رفعنا جميع الأسلاك والكابلات الكهربائية الخاصة بالمولدات الأهلية من منطقة بين الحرمين أو بالشوارع المحيطة التابعة لقسم بين الحرمين".

مبيناً، "جميع تلك الأسلاك كانت منتشرة بشكل عشوائي لا يراعي معايير الأمن والسلامة".

ويضيف، "معظم تلك الأسلاك التي تم رفعها كانت متداخلة فيما بينها وتنتشر في جميع شوارع المدينة القديمة حتى أصبحت أشبه بشبكات العنكبوت تشوه شكل المنطقة".

ويتابع، "بعد الإيعاز الذي حصلنا عليه من قسم بين الحرمين باشرنا برفع الأسلاك بفترات زمنية متقطعة".

موضحاً، "لدينا جدول زمني لكل منطقة نختارها لإجراء مراقبة ومتابعة بشكل دوري مستمر".

ويشير مسؤول وحدة الكهرباء إلى أن "شارع العلقمي كان يشكو قبل عملية التنظيم من الأسلاك المتدلية الأمر الذي تسبب بقطع الطريق على مرور حافلات نقل الزائرين".

ويسترسل مظلوم، "كما جرى رفع الكابلات الضخمة (50-70 مليمتر) التابعة إلى الفنادق".

مبيناً، "تم حفر خنادق تحت الأرض لمد الكابلات الكهربائية أما الأسلاك المربوطة من فندق إلى فندق فقد عولجت بوضع (تري حديد) خاص للكابلات لغاية رفعها".

(التري كيبل)، وهو قطعة حديد تثبت على الجدار يوضع عليها الأسلاك والكابلات الكهربائية بشكل مخفي وبصورة نظامية.

وبحسب مظلوم فقد "شملت عمليات رفع الاسلاك وتنظيمها عدة مناطق منها شارع باب بغداد من جهة مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام، ومدخل سوق العلاوي في شارع باب القبلة، ومدخل سوق زقاق السادة، وشارع صاحب الزمان (عجل الله فرجه)، شارع الميزان، شارع الإمام علي (عليه السلام)".