
كيف ساهمت نور الكفيل بتوفير اللحوم الحمراء
ممتعضا يتمتم السيد إبراهيم بشكل ملحوظ وهو يتجول في سوق القصابين معرباً عن سخطه من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء المستمر، هازاً إحدى يديه باستهجان مما يراه "أمرٌ لم يعد يطاق".
وسبب اضطراب مشاعر السيد إبراهيم ذي العقد الخامس من العمر وهو أب لثلاثة أولاد وبنتين، يتمثل بانحسار قدرته الشرائية لتوفير اللحوم الحمراء لعائلته، خصوصاً إن مجمل راتبه الشهري لا يتعدى "سبعمائة ألف دينار عراقي فقط".
ويقول متهكماً، "إذا استمر ارتفاع سعر اللحوم بهذا الشكل فيجب أن نقيم حفلاً مع كل كيلو احضره للمنزل". مبيناً، "على هذه الأسعار لن أستطيع شراء كيلو اللحم إلا مرة واحدة بالشهر".
وبحسب بيانات بورصة المواد الغذائية في السوق العراقية ارتفعت خلال الأشهر القليلة الماضية أسعار اللحم بشكل مستمر، إذ بات سعر كيلو لحم الأغنام ما يربو على العشرين ألف دينار عراقي، في حين كيلو لحم البقر لا يقل عن ثمانية عشر ألفاً.
ويبدي معظم المواطنين امتعاضهم من الارتفاع غير المسبوق لأسعار اللحوم، مطالبين السلطات الحكومية بالتدخل للحد من الغلاء.
فتقول السيدة ابتهال محمد التي تعمل معلمة في إحدى مدارس كربلاء المقدسة، إن "أسعار اللحوم باتت تمثل عبئاً ثقيلاً على المواطنين خصوصاً لذوي الدخل المحدود".
وتضيف، "السلطة لم تحرك ساكناً لتدارك ما يجري متخذة موقف المتفرج فقط".
بدورهم يشكو بائعو اللحوم من قصابي مدينة كربلاء هذا الارتفاع "الفاحش" لأسعار لحوم الأغنام والأبقار على حد سواء، كاشفين عن حالة من الكساد غير المسبوق في معدلات البيع.
فيقول القصاب حازم محمد، "كنت أذبح في اليوم الواحد أكثر من عشرة رؤوس خروف فضلا عن عجل لا يقل وزنه عن مئة كيلو".
ويضيف، "في الوقت الحالي لا أستطيع أن أذبح سوى خروفين وأتشارك مع عدد من القصابين في ذبح عجل واحد".
مشيراً، "هذا الكساد في البيع تسبب لنا بمشاكل مالية خصوصاً مع انحسار ما نجنيه من بيع اللحوم".
موضحاً، "الزبون الذي كان يشتري منّي شهرياً 5 كيلو من اللحم بات يشتري 2 كيلو أو أقل فقط شهرياً".
انحسار الثورة الحيوانية
ويشير خبير الشؤون الاقتصادية الأستاذ زهير الزيادي إلى أن الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء يعزى إلى جملة من الأسباب، مطالباً السلطات المعنية بإتخاذ حزمة إجراءات إصلاحية على صعيد الثروة الحيوانية.
فيقول، "السبب الرئيس في ارتفاع أسعار اللحوم في العراق هو تناقص المواشي وقلة الأعلاف والاعتماد الكبير على الأعلاف المستوردة".
مبيناً، "كل هذا يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواشي وارتفاع أسعار اللحوم، بالإضافة إلى اعتماد الدولار في استيراد الأعلاف، الذي شهد ارتفاعاً مقابل الدينار العراقي".
ويضيف، "قلة المياه وتلف الأراضي الزراعية وتحويل أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية للسكن قلل من الزراعة، وهذا ينعكس سلباً على الثورة الحيوانية".
ويشير خبير الاقتصاد إلى أن "الانفجار السكاني الحاصل في العراق خلال السنوات الجارية، بالتزامن مع انحسار الأراضي الزراعية وما انسحب عليها من انخفاض في الأعلاف، أسهم بشكل كبير في ارتفاع تكلفة تربية الماشية".
إحصائية
إلى ذلك أظهرت البيانات الرسمية لمديرية الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة العراقية إن "مجموع عدد رؤوس الثروة الحيوانية في العراق بلغ خلال عام 2023، أكثر من عشرين مليون رأس ماشية.
والأغنام تتصدر عدد الحيوانات في العراق بواقع (16.520.727) رأساً، وعدد الماعز يبلغ (1.360.742) رأساً، فيما بلغ عدد الأبقار في عموم المحافظات (1.877.827) رأساً،
فيما بلغ عدد الإبل في عموم المحافظات (204.894) رأساً.
دعم أسعار اللحوم
من جانبها بادرت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة إلى دعم أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء على حد سواء للتخفيف عن كاهل المواطن، مولية شركة نور الكفيل مهمة توفير المنتجات الغذائية بأسعار مدعومة.
إذ يبين خبير الاقتصاد زهير الزيادي إن "مشروع شركة نور الكفيل مهم وله دور كبير في إسناد السوق المحلي.
مؤكداً، "لولا وجود لحوم الكفيل لأصبح سعر لحوم الأغنام من 30 - 40 ألف دينار للكيلو الواحد".
ويشير، "سعر كيلو اللحم حالياً 20 ألف بينما سعر لحوم الكفيل لا يتجاوز الـ 10 آلاف دينار".
وما يراه الزيادي يتفق عليه معظم المواطنين.
إذ يرى المواطن علي جليل في توفير "لحوم الكفيل" عاملاً مهمّاً في السيطرة نسبياً على ارتفاع الأسعار.
ويقول، "على الرغم من ارتفاع أسعار لحوم الكفيل خلال الأشهر الماضية، إلا أن هذا الارتفاع لا يقارن مع ارتفاع أسعار اللحوم التي يوفرها القطاع الخاص".
موضحاً، "لحوم الكفيل متاحة بسعر مدعوم وتتوفر بشكل ميسر للعائلة العراقية".
ويضيف، "كما تتميز منتجات الكفيل بمزايا مهمة منها الاطمئنان إلى شرعية تناولها على العكس من منتجات الشركات الأجنبية، فضلاً عن جودتها على صعيد النكهة والضمان الصحي والنظافة، ناهيك عن وفرتها في كل مراكز البيع".
بدوره يدعو المواطن نبيل ناصر إدارة شركة نور الكفيل إلى افتتاح فروع بيع اللحوم الطازجة في مختلف أحياء مدينة كربلاء المقدسة.
ويقول إن "فكرة مجزرة بيع مباشر هي مطلب شعبي للاستفادة من اللحوم الطازجة التي توفرها شركة نور الكفيل".
ويضيف، "نرجو من إدارة الشركة توسعة فروع البيع على غرار المجازر المعمول بها في كثير من الدول".
شركة نور الكفيل
من جانبه يكشف معاون شركة نور الكفيل السيد طلال الأعرجي ارتفاع في معدلات الإقبال على اللحوم الحمراء التي توفرها الشركة.
ويقول، "الفترة الأخيرة وخاصة بعد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المحلية أصبح الاقبال على لحوم الكفيل بكميات كبيرة".
مبيناً، "تحرص الشركة على توفير المنتجات خصوصاً في مواسم رمضان والزيارات المليونية والأعياد الأضحى بسبب ارتفاع الطلب عليها".
مؤكداً، "تسعى الشركة قدر الإمكان إلى خفض الأسعار لتكون دون السوق المحلي".
ويضيف، "افتتحت الشركة عدة مراكز لبيع اللحوم الطازجة البيضاء والحمراء بشكل مباشر".
مبيناً، "اللحم الطازج يجب أن يباع خلال 7 أيام كحد أقصى حتى يسمى طازجاً وتحرص الشركة على الالتزام بهذا الوقت لتصريف كميات اللحوم وإذا تجاوز هذه المدة يعلب ويقطع ويباع على شكل لحوم مقطعة".
ويؤكد الأعرجي على أن "ارتفاع سعر صرف الدولار أثر بشكل كبير على أسعار اللحوم ويجعلها بازدياد لأن كل مصادر تغذية المواشي ارتباطها بالاستيراد والدولار".