image alt

من أسرار الرائحة الزكية في العتبة العباسية المقدسة

من أسرار الرائحة الزكية في العتبة العباسية المقدسة

يحرص أيمن على تجهيز مبخرته بالبخور والفحم بشكل تام، قبل أن ينطلق في أرجاء العتبة العباسية المقدسة مع كل ساعة جديدة، تلك المهمة التي اتخذها على عاتقه باتت نظاماً متبعاً منذ سنوات.

وأيمن صباح أحد منتسبي وحدة التعطير في شعبة الحرم الشريف في العتبة العباسية المقدسة، أمضى أربع سنوات متتالية في هذا العمل، لا يكل ولا يمل مما يصفه عملاً زاده شرفاً وزهواً.

والعتبة العباسية المقدسة في مدينة كربلاء هي مرقد أبي الفضل العباس الذي استشهد مع أخيه الأكبر الإمام الحسين عليه السلام في معركة الطف الشهيرة، وبات قبره مزاراً عالمياً يقصده المسلمون من كافة أصقاع الأرض.

إذ يتشرف عشرات الآلاف من الزوار يومياً بزيارة العتبة العباسية المقدسة للتبرك والتقرب إلى الله عز وجل.

وتحرص شعبة الحرم الشريف التي تضم وحدة التعطير على تهيئة أجواء مريحة للزائرين، والتي تتمثل إحداها في تعطير الحرم والصحن الشريف بأجود أنواع البخور والعطور التي تترك انطباعاً مريحاً لدى استنشاقها.

يقول أيمن، "نستخدم بخوراً مميزاً وفريداً من نوعه يجلب من دولة ماليزيا يتميز بعطره الزكي والمريح".

مبيناً، "مع بداية كل ساعة جديدة ينطلق أحد منتسبي وحدة التبخير بالتجول داخل وفوق الحرم الشريف لتبخير الأجواء".

ويضيف، "يجري إشعال الفحم وتحضير البخور قبل دقائق من بدء عملية التبخير".

موضحاً، "الفحم المستخدم صديق للبيئة وخضع لعدة فحوصات صحية لتأمين عدم تأثيره بشكل سلبي على الزوار حال استنشاقه".

مشيراً، "جميع المواد الداخلة في عمليات التبخير جرى استيرادها من خارج العراق وعلى نفقه أحد المتبرعين".

مضيفاً، "البخور يستورد من ماليزيا أما الفحم من دولة هولاندا".

وبادرت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة إلى تأسيس شعبة الحرم الشريف والتي تختص بعدد من المهام التي تتولى عمليات متنوعة، والتي تتضمن التنظيف والتعطير وتأمين انسيابية حركة الزائرين.

فيقول السيد أحمد كريم معاون مدير الشعبة، إن "طبيعة أعمال الشعبة متوزعة على عدة وحدات صباحية ومسائية وليلية، كل وحدة يقع على عاتقها أمور التنظيف والتعطير والتنضيد بالإضافة إلى ترتيب المكتبات والمسارات داخل الحرم الشريف مع ترتيب العربات ودخولهن والاهتمام بكبار السن".

مبيناً، "يبلغ عدد منتسبي الشعبة سبعين فردًا".

وبحسب مسؤول التبخير أيمن صباح زرعت الشعبة حول الصحن والحرم الشريفين بخاخات خاصة بنشر الرذاذ المعطر الذي يتميز بعدم ترك أثر على ملابس الزائرين أو يؤثر على بشرتهم.

ويضيف، "كما نصبت أربعة بازات أعواد البخور التي تنشر الرائحة الزكية داخل الضريح الشريف وحوله، فضلا عن نصب سبع بازات داخل الحرم الشريف".

والبازات هي عبارة عن قوارير زجاجية مزركشة خاصة بحفظ السائل العطري، توضع داخلها أعواد خشبية تتولى امتصاص السائل وبث العطور الزكية.

ويشير مسؤول الوحدة إلى، أن "الشعبة وضعت أجهزة تعطير إضافية عند باب القبلة، وفي الطارمة أيضاً يوجد اثنان، ويقابلها اثنان من الجهة الثانية، إلى جانب أجهزة تعطير جهة المنارة الشرقية والمنارة الغربية، وأيضاً توجد أجهزة على جهة باب الرأس".

موضحاً، "تبث تلك الأجهزة عطر دهن الورد والذي يتميز أيضاً بعدم تأثيره على الزائرين لدى استنشاقه، أو ملامسته".

وتستهلك الشعبة شهرياً ما يقارب من 450 لترا من العطور السائلة، وقرابة 3 كيلو غرام من عطر دهن الورد، فضلاً عن 3 كيلو غرام من عطور البازات وخمسة كيلو غرام من الأعواد.

وبحسب القائمين على الشعبة إن لتلك العطور ميزة تتمثل بكونها معقمة للأجواء.