يبدي السيد حسين جاسم ارتياحه وهو يراقب عملية ضخ الباطون المسلح الخاص ببناء سقف منزله الجديد، معربا عن دهشته للآليات الحديثة التي تستخدمها شركة البناء ومدى التطور الحاصل تقنيا وفنيا.

معلقا، "كانت عملية صب السقف أو أساسات المنازل تتبع أسلوبا متخلفا ولا يراعي المعايير الفنية المطلوبة".

ويعزو السيد حسين استعانته بطرق أكثر تطورا بعملية بناء منزله الجديد إلى نصائح كثيرة قدمها إليه عدد ممن سبقه في تشييد منازلهم، قائلا، "يشهد جميع من شيد منزله مستعينا بهذه الشركة بجودة ومتانة المادة الخرسانية من جهة واحترافية عملية الصب".

مضيفا، "في اغلب الأحيان كانت الطرق القديمة المتبعة في صب المادة الخرسانية لا تراعي المعايير الفنية مما يؤدي إلى تهشمها او تكسرها بعد سنوات محدودة".

وتتولى شعبة الصناعات الإنشائية التابعة لقسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة والمسماة (الخباطة المركزية) عملية إنتاج الباطون المسلح أو المعروف (الكونكريت)، والتي تدخل في إنتاجها مادة الإسمنت المقاوم والحصى والرمال، كما تضم هذه الشعبة معملا لإنتاج مادتي البلوك والطابوق المقرنص وطابوق الرصف الخراساني.

ويتميز البلوك الذي تنتجه الشعبة بالعزل الصوتي والحراري، إلى جانب اتصافه بمقاومة الأملاح والاحتكاك والرطوبة والظروف الجوية.

وبحسب مسؤول الشعبة المهندس بسام عبد المطلب الهاشمي فإن قرار اتساع أعمالها خارج نطاق مشاريع العتبة العباسية المقدسة جاء لدعم حركة الاعمار الناشئة في محافظة كربلاء.

ويقول، "جاءت فكرة تنصيب المعمل من حاجة مشاريع العتبة إلى خرسانة ذات نوعية جيده بعد العراقيل والمشاكل التي لاقتها العتبة من استخدام الخرسانة من المصادر التقليدية التي تغيب عنها المواصفات والدقة".

ووفق بيانات رسمية فقد حاز مشروع الخباطة المركزية شهادة الايزو الخاصة بمعايير الجودة العالمية.

بدوره يروي السيد حبيب خضير الذي تعاقد في وقت مسبق مع الشعبة لتزويده بمواد البناء فضلا عن تشييد اساسات منزله وسقوفه، كيف استطاع اختصار الوقت والجهد، وحصل على نتائج مرضية جدا.

قائلا، "كانت تجربة استفدت منها بشدة، اشعرتني بالارتياح والرضا".

موضحا، "لقد أغنتني عن الكثير من المعوقات والاشكاليات التي ترافق عمليات البناء، خصوصا على صعيد الجودة".

وزودت شعبة الصناعات الانشائية معمل الخباطة المركزية بآليات فنية متطورة على صعيد عمليات صب المادة الخرسانية، والتي أسهمت في تعزيز المواصفات الفنية العالية لتلك المادة، بعيدا عن الطرق البدائية المتبعة.

إذ يبين السيد حبيب خضير أن آليات الشعبة تمكنت من إنجاز عملية صب السقوف بسلاسة وبلا تعقيد.

فيقول، "لم يستغرق الامر أكثر من ساعة واحدة على الرغم من ضيق مساحة الشارع الذي يقع فيه المنزل".

مبينا، "اكتفت الآليات بمد خرطوم طويل عن بعد لصب المادة الخرسانية".

مضيفا، "مما جعلني أشعر بالارتياح ان توزيع المادة الخراسانية كان بشكل فني من دون أخطاء، إلى جانب اخضاعها إلى عملية فحص قبل عملية الصب لضمان جودتها".

مشيرا، "هذا الامر كنت سأفتقده في حال استعنت بالأسلوب القديم لعملية صب السقوف".

ويبين المهندس بسام الهاشمي أن من أهداف تأسيس شعبة الصناعات الانشائية "مواكبة التطور الحاصل على مستوى المحافظة، ورفد السوق المحلي بما يحتاجه من منتجات وتكون مطابقة للمواصفات العراقية".

مكملا، "نعمل على خلق جو من المنافسة بين شعبة الصناعات الإنشائية وبين باقي معامل الصناعات الأهلية، فضلا عن توفير فرص عمل للقضاء على البطالة".

المهندس المختص أحمد جليل عبد وجد في مشروع الخباطة المركزية قفزة مهمة على صعيد الجودة والمتانة في عمليات الاعمار.

معلقا، "هكذا مشاريع لها دور كبير واساسي في عمليات الإعمار والإسكان، وعلى وجه الخصوص التطور الذي نلاحظه الآن في محافظة كربلاء".

ويقول، "أسهم المشروع في تلبية جانب كبير من احتياجات عملية البناء والإعمار، إلى جانب إتاحة منافسة مطلوبة في الأسعار التي تشهد ارتفاعا ملحوظا في مواد البناء".

ويضيف، "إلى جانب ما تقدم أرى أن أعمال الشعبة أسهمت بشكل فاعل في إدخال الآلات والأدوات الحديثة والتدخلات العلمية والعملية، من خلال مختبرات الفحص للجودة والمتانة".

إلى ذلك يشير الخبير الاقتصادي جاسم مهدي علي إلى أن مشاريع العتبة الإنشائية تسهم في توفير البيئة المناسبة للنهوض بالتنمية المستدامة في العراق.

ويقول، "تدخل المشاريع الإنشائية ضمن مشاريع البيئة المناسبة للتنمية المستدامة، وهي متداخلة اقتصاديا بشكل كبير من خلال توفيرها واردات ودخل اقتصادي ثابت أو متغير".

مضيفا، "أرى أن العتبة العباسية حريصة على تأسيس مشاريع تنموية ترسخ قواعد الازدهار البنيوي والحضاري".