image alt

مهمته استعادة بريق ابتسامة الأيتام

مهمته استعادة بريق ابتسامة الأيتام

مركز أم البنين عليها السلام لوقاية الأسنان


بابتسامة تظهر سرورها تخرج السيدة زينب عبد الحسين من بوابة مركز أم البنين عليها السلام لوقاية الأسنان، بعد أن انتهت جلسة علاج التسوس الذي أصاب أسنان ابنتها سجى ذات التسعة أعوام.

إذ لازم الأرق السيدة زينب طيلة الليل وهي في طريقها إلى زيارة العتبات المقدسة في كربلاء، بعد ساعات طويلة من الألم المبرح الذي أصاب ابنتها بسبب أحد أضراسها وأفقدها القدرة على النوم.

تقول السيدة زينب: "خلال الطريق إلى كربلاء شعرت ابنتي بعد تناول بعض الحلويات بألم في أحد أضراسها، قبل أن تزداد حدته ودفعها إلى البكاء طيلة الليل".

وتضيف: "كانت الدقائق تمر كأنها دهر، وأنا أهوّن على ابنتي وأحاول أن ألهيها عن آلامها حتى الوصول إلى مدينة كربلاء والتوجه إلى أقرب طبيب أسنان".

مبينة: "تسبب لي الألم الذي أصاب ابنتي بالحزن الشديد ودعوت طيلة الطريق أن ينتقل ما تشعر به من ألم إلي بعد أن شاهدتها كيف تتألم بشدة".

إلا أن ذلك الألم لم ينتقل من سجى إلى والدتها كما تمنت السيدة زينب، بل هيأ الله سبحانه وتعإلى مركزاً طبياً لعلاج الأسنان بالقرب من مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام، لينهي معاناتها وآلام ابنتها في وقت واحد.

إذ استقبل منتسبو مركز أم البنين عليها السلام لوقاية الأسنان ابنة السيدة زينب لتقديم العلاج المناسب لها بشكل متكامل.

ويعد المركز أحد المؤسسات الطبية التابعة للعتبة العباسية المقدسة، والتي أُنشِئتْ لتقديم الخدمات الطبية المجانية لذوي الشهداء والأيتام.

ويقع المركز الطبي على بعد خطوات من العتبة العباسية المقدسة.

"لم يستغرق الأمر طويلاً، لقد أبدوا الرعاية الطبية بشكل رائع وخرجت والابتسامة ترتسم على وجه ابنتي العزيزة بعد ساعات متواصلة من البكاء". تعلق السيدة زينب.

وتكمل، "أجرى الطبيب عملية تنظيف الضرس من التسوس ومن ثم حشوه".

مشيرة، "لم يتقاضوا أي مقابل مادي لقاء تلك الرعاية الطبية كون ابنتي يتيمة".

وتختتم، "لقد استشهد والدها في معارك تحرير الموصل إذ كان أحد أفراد القوات الأمنية".

وعادة ما تكلف عملية حشو الضرس الواحد في العيادات الطبية ما لا يقل عن مئة ألف دينار عراقي، وهو مبلغ مكلف لا تطيقه كثير من العوائل المتعففة.

وبحسب مدير المركز علي حسن البهادلي فإن الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بادرت لإنشاء هذا المركز التخصصي لتقديم الرعاية الصحية للأيتام مجانًا.

ويقول، "يستقبل المركز يومياً من عشرين إلى ثلاثين حالة طبية، تتباين بين عمليات قلع أو حشو أو تقويم أو تنظيف إلى جانب إجراء عمليات تتطلب تداخلا جراحيا".

مبيناً، "يضم المركز عشرات الأطباء الاختصاصيين من داخل العراق ومن خارجه".

وتظهر بيانات المركز إن الخدمات الطبية التي يقدمها باتت تشمل أبناء مختلف المحافظات العراقية، إلى جانب تبنيه برنامجاً متكاملاً يتضمن توفير أماكن السكن والضيافة بشكل متكامل لعوائل الشهداء خصوصاً والأيتام عمومًا.

تقول السيدة أم نور، وهي أرملة ترعى أربع بنات، "لم أتلقَ رعاية واهتماما كما رأيتها من قبل العتبة العباسية المقدسة طيلة حياتي".

موضحة، "لقد تكفلت العتبة المقدسة لكوني زوجة شهيد تقديم جميع أنواع الخدمات الطبية والعلاجية لي ولبناتي".

وتضيف، "لقد تكفلوا بمصاريف النقل من مدينة البصرة، إلى جانب توفير فندق للإقامة مع جميع الوجبات الغذائية طيلة فترة مكوثي في مدينة كربلاء".

وتسترسل السيدة أم نور في حديثها، "ثلاث من بناتي يعانين من اعوجاج كبير في الفك الأعلى، مما يستلزم إجراء عمليات تقويم".

وتتابع، "لدى مراجعتي بعض العيادات الخاصة تبين أن علاج هذه الحالة يتطلب مبالغ نقدية مكلفة أعجز عن توفيرها".

مشيرة، "تبنت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ولله الحمد مشكورة علاج بناتي الثلاث بشكل كامل مع كافة متطلبات السفر والإقامة طيلة فترة العلاج".

ويبين الدكتور علي حسن البهادلي إن هناك تنسيقاً بين الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وبعض المؤسسات الدينية والحسينيات في العراق للتحري عن شؤون الأيتام والبحث عن المحتاجين لرعاية طبية.

ويقول، "توفر العتبة المقدسة مركبات للنقل إلى جانب كافة مستلزمات الإقامة والضيافة".

لافتاً، "استقبل المركز منذ تأسيسه ما يقارب 14 ألف يتيم من مختلف محافظات العراق".

ويضم مبنى مركز أم البنين عليها السلام لوقاية الأسنان وحدة إدارية خاصة بجمع البيانات للأطفال، إلى جانب وحدة مختصة بالأشعة والتشخيص، فضلاً عن أربع عيادات لتقديم العلاج.

كما يضم المركز وحدة خاصة للدروس التعليمية والتمارين الرياضية يتلقاها الأيتام بعد وجبة إفطار صحية.

وفي إجراء غير مألوف لا يرتدي الأطباء الزي الطبي بهدف عدم إشعار الأطفال بالخوف والرهبة، فضلاً عن توفير هدايا لهم يتم تغليفها بصورة زاهية وجذابة.

"تضم تلك المغلفات فرشاً ومعجون أسنان وخيوط تنظيف". بحسب مدير المركز.

مبيناً، "خلال فترة تلقي الطفل للعلاج تقدم له تدريبات على عملية تنظيف الأسنان ورعايتها".

ويضيف، "الرعاية الصحية تستمر لعدة أشهر وحسب وضع حالة الأطفال".