image alt

نور الحسين يضيء ظلمات إفريقيا

نور الحسين يضيء ظلمات إفريقيا

عاشوراء في القارة السمراء


بهمّةٍ لا تخلو من القلق يتنقّل (شعبان جلو) بين أركان سرادق العزاء متفحّصا أوتادها وأعمدتها، خصوصًا أنّها تحتضن بعد سويعات جمعًا كبيرًا من أهالي مدينة غانا، في سياق إحياء الشعائر الحسينية التي تُقام بذكرى عاشوراء.

إذ يحرص (جلو) على أن تظهر استعدادات إحياء الشعائر الحسينية بالشكل الأمثل بحسب قوله.

مضيفًا، أنّ "هذا هو العام الخامس على التوالي الذي نحيي فيه عاشوراء بهذه المدينة، وفي كلّ عام نشهد زيادةً في إقبال المؤمنين على المشاركة مما يوجب علينا مواكبة هذه الزيادة عن طريق التنظيم وإعداد المكان والظروف المناسبة".

و(جلو) هو أحد المنتسبين في مركز الدراسات الإفريقية التابع إلى قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، حيث تلقّى في النجف الأشرف دورات مكثّفة في الفقه والعقائد والسيرة، بالإضافة إلى تدريبات في فن الخطابة.

هذا المركز الذي يكثّف جهوده في نشر علوم مدرسة أهل البيت عليهم السلام في الدول الإفريقية منذ سنوات، ويسهم في ترسيخ التماسك الاجتماعي في تلك الدول وتوجيهها صوب السِلْم الأهلي والاستقرار.

يقول (جلو): "منذ عشر سنوات وأنا أنشط بين دول أفريقية عِدّة بتكليف من العتبة العباسية المقدسة".

ويتابع بغبطة، "نحمد الله إذ تكللت جهودنا بالكثير من النتائج الإيجابية، خصوصًا على صعيد الثقافة الحسينية".

ويستعد جلو مع زملائه من المبلّغين للمشاركة في إحياء الأيام العشرة من شهر المحرم، بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس -عليهما السلام- في واقعة الطف الشهيرة التي جرت على أرض مدينة كربلاء المقدسة.

معلّقًا، " هذه المجالس لا تقتصر على إقامة العزاء فحسب، بل تشمل برامج توعوية وثقافية ودينية، مما تجعلها محطات نور وهداية لكثير من الناس، ووسائل لتعزيز الوحدة والوعي بين المؤمنين".

ويتابع، "وفّقني الله -سبحانه- حتى الآن لتأسيس أربعة مجالس حسينية بالمناطق داخل غانا مثل عاصمة غانا (أكرا)، و(تكيمان) في وسط غانا و(كاسوى) و (يايانو)".

دور عاشوراء في نشر تعاليم مدرسة أهل البيت -عليهم السلام-

إلى ذلك يعزو الشيخ سعد الشمري مدير مركز الدراسات الإفريقية إلى مجالس العزاء الحسيني الدور الأبرز في نشر تعاليم الإسلام الحقّه المنبثقة وفق مدرسة أهل البيت -عليهم السلام- في عموم دول إفريقيا.

قائِلًا، "أسهمت المجالس الحسينية بشكل كبير وفعّال في نشر ثقافة أهل البيت -عليهم السلام-، وتعدّ المجالس الحسينية من أقوى وسائل الدعوة التي نجحت في إيصال فكرة التشييع وروح مدرسة أهل البيت إلى الواقع الإفريقي".

ويضيف، "منسقون يقومون في هذه النشاطات وعادة تكون هذه المجالس في الحسينيات، والمجالس وفي حال عدم توفر الحسنيات تكون في المراكز والمؤسسات، وفي حال عدم توفر ذلك يقوم المركز باستئجار قاعات لإقامة هذه النشاطات".

وبحسب قول الشمري فإنّ مجالس العزاء تُقام سنويًّا في: (نيجيريا، والكاميرون، وتنزانيا، وغانا، وليبيريا، وموريتانيا، والسنغال، ورواندا).

ويبيّن رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية، السيد عقيل الياسري، توفّر العتبة العباسية المقدسة تسهيلات جمّة على صعيد أماكن إقامة المجالس، سواء كانت مجالس أو مؤسسات أو قاعات كبيرة، بالإضافة إلى توفير احتياجات إقامة المجالس، مثل الإنارة ومكبّرات الصوت والرايات السوداء، فضلًا عن الرايات الخاصة بالعتبة العباسية المقدسة.

ويضيف، "وتوفّر العتبة نفقات الطعام، بالإضافة إلى تخصيص ملاكات لتغطية هذه المجالس إعلاميا، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتصل إلى أكبر عدد من الناس".

ويشير الشيخ شعبان جلو إلى "تمكنه من تأسيس أربعة مجالس حسينية داخل غانا وحدها".

مبيِّنًا، "شملت تلك المناطق العاصمة (أكرا)، ومدينة (تكيمان) في وسط غانا، وأيضا مدينة (كاسوى) وأخيرًا وليس آخرًا مدينة (يايانو)".

ويضيف، "نشاط هذه المجالس لا يقتصر على إقامة العزاء فحسب، بل يشمل برامج توعوية وثقافية ودينية، مما جعلها محطات نور وهداية لكثير من الناس، ووسائل لتعزيز الوحدة والوعي بين المؤمنين".

الطريقة العراقية في العزاء الحسيني

في سياق متّصل يشير الشيخ سعد الشمري إلى أنّ فقرات مجالس العزاء الحسيني تختلف من منطقة إلى أخرى، بحسب طبيعة الجمهور.

مبيِّنًا، أنّ "جميع المجالس تتفق على هدف محوري، وهو إحياء ذكرى الإمام الحسين -عليه السلام- ونقل قيم كربلاء إلى المجتمع، بلغة قريبة الفهم والوجدان للناس".

ويضيف، "يحاول المركز بدوره نقل الطبيعة العراقية في اللطم والعزاء إلى الدول الإفريقية".

موضّحًا، أنّ "الطريقة العراقية تكون جاذبة للغير، إذ تضمّنت المحاضرات محاور عقائدية وأخلاقية واجتماعية تربط المجتمع بواقعة كربلاء".

ويتابع، "أسهمت المجالس الحسينية بشكل كبير وفعال في نشر ثقافة أهل البيت -عليهم السلام-، وهي من أقوى وسائل الدعوة التي نجحت في إيصال فكرة التشيع وروح مدرسة أهل البيت إلى الواقع الإفريقي".

ويختتم الشمري مؤكّدا، "الارتباط العاطفي القوي بالإمام الحسين -عليه السلام- عن طريق قصّة كربلاء، له وقعٌ شديد على الشعوب الإفريقية؛ لأنّ أغلب هذه الشعوب عانت الفقر والظلم والاستعمار".