image alt

خمسة وعشرون ألف نسخة.. ما بين مصحف وكتاب زيارة ضمن خطة استقبال زيارة الأربعين

خمسة وعشرون ألف نسخة.. ما بين مصحف وكتاب زيارة ضمن خطة استقبال زيارة الأربعين

يسابق أمجد زيدان الوقت لإنجاز مهامّه المتعلقة بتجليد المصاحف وكتب الزيارات الدينية التي أوكلتها إليه رئاسة قسمه، خصوصًا أنّ إكمال تلك المصاحف والكتب مرتبط بوصول أعداد غفيرة من الزائرين إلى الحرم العباسي الشريف.

إذ ينتسب أمجد زيدان إلى وحدة التصحيف في شعبة المكاتب والمتارب التابعة لقسم رعاية الصحن الشريف في العتبة العباسية المقدسة.

وبحسب زيدان فقد أكمل القسم عملية تجهيز الحرم الشريف بخمسة وعشرين ألف نسخة ما بين مصحف كريم وكتاب زيارة.

في حين يبيّن الشيخ زين العابدين القريشي، معاون رئيس قسم رعاية الصحن الشريف أنّ "الأعمال على طباعة جميع كتب الزيارة المخصوصة، من بينها مصاحف، ومفاتيح الجنان، وضياء الصالحين، وغيرها من كتب الزيارات المهمة مثل زيارة الأربعين، وزيارة العاشر من محرم الحرام وزيارة الأعياد، أعمال مستمرة".

مضيفًا، "الأعمال التي لا تقتصر على الطباعة فقط وإنما تتطلب عمليات فنية ويدوية دقيقة".

فيما يوضح أمجد زيدان منتسب الوحدة أنّ "الأغلفة ذات الجودة العالية تُستخدم لحماية المصاحف الشريفة، وتُجلب من منشئ مختص".

معلّلًا، "نعمل على حفظ غلاف المصحف لأطول فترة ممكنة، لأنّ التآكل أو التلف يُؤثر على عمر المصحف، وبالتالي يتم استبداله ببعض النسخالتي تتعرض للاستهلاك بسرعة لضمان استمرار التوزيع بشكل منتظم".

وتستقبل العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية على مدار العام عشرات الملايين من الزائرين، فيما تُعدّ الزيارات المخصوصة كزيارة العاشر من محرم الحرام وزيارة الأربعين بالإضافة إلى زيارة النصف من شعبان من أكثر الزيارات عددًا على صعيد الزوار، بمعدلات مليونية.

إلى ذلك يشير الشيخ زين العابدين بقوله: إنّ "حرم المرقد الشريف جُهّز بما يقارب ألف مصحف، واستُخدِمَت أعداد إضافية احتياطية تصل إلى حوالي ألف آخر، ليكون هناك فائض جاهز للتوزيع في موسم الزيارة".

ويتابع، "جرى استرجاع النسخ القديمة وتبديلها بنسخ جديدة لتعزيز الجودة والكفاءة".

وبحسب القريشي فإنّ المصاحف وكتب الزيارات شملت الصحن والحرم الشريفين بالإضافة إلى السراديب الخمسة التي اُنشأت مؤخراً.

وكلاً من سردايب العتبة العباسية المقدسة هو طابق مبني تحت الأرض انشأه قسم المشاريع الهندسية في صحنها القديم، لاحتضان أعداد الزائرين المتزايدة، والتخفيف من الاكتظاظ خصوصا أيام الزيارات المليونية، استثماراً لمساحة الصحن الشريف.

ويضمّ الصحن الشريف سرداب الإمام الحسن عليه السلام، وسرداب الكف الشريف، وسرداب العلقمي، وسردابي الإمام الحسين والإمام الجواد عليهما السلام.

ويقول: "تم تجهيز حوالي ١٥ ألف كتاب استعدادا لزيارة الأربعين، مع وجود مخزون احتياطي يبلغ ما يقرب من ٣٥٠٠ مصحف و٢٢٠٠ مفتاح جنان".

ويتولّى فريق فنّي مختص عملية الجمع والتوزيع، تقع على عاتقه مسؤولية فحص المصاحف والكتب المرصوفة في الرفوف داخل الحرم والصحن والأروقة الملحقة بهما.

من جانبه أشاد أحمد علي الذي وفد من العاصمة بغداد بالخدمات التي تقدّمها العتبة العباسية، معلقًا، "أنّها رائعة جدًا، بتوزيع المصاحف والأدعية، والمساعدة في جميع احتياجات الزائرين، وحتى المرافق والخدمات الصحية، كلها ممتازة".

وهو ما أيده السيد فهد الموسوي، من مدينة النجف الأشرف، مبيّنًا، "منذ سنوات أزور العتبة، وأعتقد أنّ الجهود واضحة جدًا، سواء في تنظيم السير، أو توفير الكتب، والخدمات الصحيّة، وحتّى الإرشادات التي تساعد الزائرين على أداء مناسكهم بسهولة".

ويتابع، "الخدمات تسير بشكل منظّم، ودائمًا هناك فريق من العاملين يرحب بنّا ويقدمون المساعدة، وهذا يعكس اهتمامهم الكبير بنا كزوار".

أمّا محمد أبو عبد الله جاء مع ولده عبد الله وافدًا من السويد إلى كربلاء فيقول: "أنا أرى أنّ هذه خطوة مهمة جدًا، لأنّها تتيح لكلّ زائر أنّ يحصل على نسخة من المصحف أو من كتب الزيارات بسهولة، ويظل معي طوال فترة وجودي، خاصة وأنّ بعض الكتب تُستخدم بكثرة، وتحتاج لتبديلها بين الحين والآخر".

مضيفًا، "أعتقد أنّ هذا الأمر يمثّل استجابة حقيقية لطلبات وتطلعات الزائرين، خاصة وأنّ الكثير منهم يبحث عن كتاب يقرأه في أثناء أدائه مناسكه وتجواله في الصحن الشريف".

ويبيّن، "يستخدم الزائرون المصاحف وكتب الزيارات بشكل فعلي، خاصة وأنها متوفرة في أماكن متعددة، سواء في الصحن الشريف أو السراديب".