
يشعر فراس الإبراهيمي بغبطة كبيرة وهو يرى المطبعة التي يديرها قد حقّقت رقمًا قياسيًّا على صعيد إعداد المطبوعات داخل العراق، قاطعةً الطريق على استنزاف الموارد الوطنية بسبب الكلف العالية التي كانت تتكبدها الدولة سابقًا بسبب الطباعة خارج العراق لما تؤلفه من اصدارات مدرسية.
إذ يكشف الإبراهيمي أنّ دار الكفيل للطباعة والنشر تمكّنت خلال هذا العام من تنفيذ عقدين مهمّين، أولهما طباعة مليون وسبعمائة ألف كتاب، والثاني طباعة مليون وخمسمائة ألف كتاب تعليمي لصالح وزارة التربية
معلقا، "هذه الأعداد من الكتب التي تؤلفه الوزارة كانت ستؤول طباعتها وبمبالغ كبيرة إلى بعض البلدان خارج العراق".
مضيفا، "نشعر بالفخر ونحن نساهم بشكل فاعل في دعم الاقتصاد العراقي".
مشيرًا، "عملت دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع منذ تأسيسها على أحد أهم أهدافها، وهو المساهمة في إحياء عبارة (طُبِع في العراق)".
وكانت وزارة التربية العراقية تعتمد في طباعة المناهج التعليمية على مطابع خارج العراق، الأمر الذي كان يكلّف - بحسب مطلعين - ملايين الدولارات التي تتكبدها خزينة الدولة.
وتُعدّ دار الكفيل للطباعة والنشر إحدى المرافق البنيوية الثاقفية والصناعية في العراق، شُيّدتها الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة عام 2013 - وكانت في وقتها أكبر دار طباعة من حيث التنوع والحجم ي الشرق الأوسط بحسب الشركة المصنعة لمكائنها (هايدلبرغ) - وهي تتميز بمعدات ومكننة متطورة على صعيد الطباعة بمختلف أنواعها.
وكما يبدو أنّ تبنّي العتبة العباسية المقدسة لهذا الإجراء تركَ شعورًا إيجابيًا في الأوساط الرسمية والشعبية.
فيقول الأستاذ معتز موجد العبودي مدير إعلام التربية في كربلاء المقدسة، "تعاقدت وزارة التربية مع دار الكفيل للطباعة والنشر، لطباعة المناهج الدراسية التي كانت تُطبع سابقًا في مطابع أهلية خارج البلاد، لم تضاهِ جودتها ما تنتجه مطبعة الكفيل".
مضيفًا، "هناك ارتياح كبير لدى التلاميذ والطلبة وأولياء الأمور، وكذلك لدى الملاكات التربوية، تجاه الكتب التي طبعتها دار الكفيل، لجودتها من جهة، واستلام المدارس لها قبل بدء العام الدراسي من جهة أخرى، بخلاف فيما لو طبعت الكتب في الخارج، ".
موضحًا، "تتميز المناهج التي تتبنّى دار الكفيل طباعتها بالجودة في الطباعة، والدقة في التنضيد، والأناقة في التصميم، ونوعية ممتازة من الورق والحبر".
لافتًا، "الأسعار التي قدمتها مطابع العتبة العباسية المقدسة كانت مناسبة جدًا".
ويضيف مدير إعلام تربية كربلاء المقدسة، "ما يُحسب لمطبعة الكفيل، هو التزامها العالي بمواعيد التسليم، إذ تصل الوجبات المطبوعة إلى مخازن وزارة التربية أو المديريات العامة في المحافظات قبل المواعيد المحددة، ما يسهّل عملية التوزيع ويوفر الوقت والجهد".
مبيّنا، "أنّ التوجّه نحو طباعة الكتب داخل العراق، بدلًا من الخارج، ساهم بشكل واضح في تقليل التكاليف الحكومية، ودعم الاقتصاد الوطني، لأنّ الأموال التي كانت تخرج إلى الخارج باتت تُستثمر محليًا، كما وفّرت مطابع العتبات فرص عمل واسعة للمهندسين وأصحاب الشهادات والمهن الطباعية من الشباب العراقي".
ولم يقتصر دور مطبعة الكفيل على طباعة الكتب المنهجية، بل امتدّ ليشمل تقديم مطبوعات توعوية مجانية لوزارة التربية، مثل البوسترات الخاصة بحملات مكافحة المخدرات وغيرها.
ويُعدّ مشروع مطبعة الكفيل اليوم من أكبر وأحدث مشاريع الطباعة في العراق، بما يقدّمه من جودة، والتزام، وخدمة وطنية واضحة.
ويعمل في الدار عدد من الخبراء والعاملين المختصين في مجال الطباعة والإنتاج الفني، الذين يشكّلون عماد هذا المشروع الحيوي، ويعكسون التزام العتبة العباسية المقدسة بتطوير الصناعات الوطنية ودعم السوق المحلي.
ويؤيّد الأستاذ كريم النصراوي مدير إعدادية الفتح في كربلاء، "بحسب خبرتي التي استمرت سنوات في التعليم، اطلعتُ على أنواع كثيرة من طبعات الكتب المدرسية، بعضها كان يعاني من ضعف في الطباعة وزحف في الألوان".
ويضيف، "الشكل العام للكتاب من حيث جودة الورق، ودقة الطباعة، وتناسق الألوان – يضفي على المادة بعدًا بصريًا جاذبًا، ويُشعر الطالب بأهمية ما بين يديه، وهذا أمر مهم نفسيًا وتربويًا".
متابعًا، "أرى أنّ تعاقد وزارة التربية مع مطبعة معروفة بجودتها مثل مطبعة الكفيل، يمثل خطوة ناجحة في سبيل تطوير بيئة التعليم وتحسين أدواته الأساسية".
ويكمل، "مطبعة الكفيل بالذات، معروفة بدقتها، وحتى المحتوى صار يُطبع بطريقة تحفظ ترتيب الموضوعات بشكل مدروس، أتمنّى أن يستمر التعاون بين الوزارة وهذه المطابع، لأنّه ينعكس مباشرة على جودة التعليم".
ويعلّق السيد علي طه وهو أب لثلاثة تلاميذ على جودة الكتب التي تطبعها دار الكفيل، "لاحظنا في السنوات الأخيرة تحسنًا كبيرًا في جودة طباعة الكتب المدرسية، خصوصًا بعد تعاقد وزارة التربية مع مطابع العتبة العباسية المتمثلة بدار الكفيل للطابعة والنشر، والمهم جداً هو استلامنا اياها قبل بدء الدوام إذ كانت في الغالب تسلم للطالب بعد شهر او شهر ونصف بعد بدء الدوام!!! عندما كانت الطباعة خارج العراق".
لافتًا، "أولادي كانوا يشكون سابقًا من رداءة الورق، وتقطع الصفحات، وحتى الألوان كانت باهتة، ولكن في هذا العام كان الوضع مختلفًا تمامًا، فالكتب أكثر جودة، وأناقة تصميم، وتحمّل استعمال لفصل دراسي كامل من دون تلف".