الحفل المركزي لـ"بنات الكفيل" النسخة التاسعة
يشعر ناظم جواد بالرضا والارتياح لنجاحه في تحقيق أمنية الطالبة زهراء حيدر، والمتمثلة في تمكنها من ارتقاء منصة الحفل المركزي لدفعة بنات الكفيل بنسخته التاسعة.
تلك الأمنية كادت أن تتبدد بعد أن علمت زهراء أنها غير قادرة على اعتلاء المنصة إسوة بزميلاتها الطالبات، نظرًا لكونها من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتستعين بكرسي مدولب في تنقلاتها، ذلك الكرسي الذي كان يحول دون أمنيتها.
إذ أصبح هذا الحفل الذي بات محطّ أنظار مختلف الطلبة تقليدا سنويا متبعا تحرص الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على تنظيمه.
فبحسب القائمين على تنظيم الحفل في شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية التابعة لمكتب المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، "يتنافس آلاف الطلبة على المشاركة في الحفل، من داخل وخارج العراق".
ويكشف المهندس عمار صلاح مهدي معاون رئيس قسم الصناعات والحرف الفنية أنّ "الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة شددت على تشييد هذا المدرج الخشبي في الوقت المناسب".
مضيفا، "كان هدف العتبة المقدسة من وراء تشييد المدرج هو زرع الفرحة في قلب الطالبة زهراء عبر تمكينها من التقاط صورة جماعية مع زميلاتها أعلى منصة الحفل".
صُنِع المدرج من مادة الخشب بطول عشرة أمتار، وهو مقسم على جزئين مع استراحة وسطية، وعرضه متر واحد فيما يبلغ ارتفاع يقارب 2,70 متراً.
بدوره يقول الحرفي ناظم جواد، "حرصنا في القسم على تشييد المدرج الخشبي ليظهر بشكل أنيق وأمين وفي مدة قياسية".
ويضيف، "ضمّ فريق العمل أربعة نجارين أنا من ضمنهم، واستغرقت مدّة التخطيط والتنفيذ والنقل والتشييد ثلاثة أيام فقط".
مبينا، "كان يحدونا الأمل في إنجاز العمل لتحقيق أمنية الطالبة زهراء المتمثل باعتلاء المنصة بعد أن تعرفنا على وضعها الخاص من إدارة الحفل".
معلقا، "كان حافزنا يتزايد لشعور الفريق أنّ زهراء ابنة لنا وليست مجرد طالبة ضمن الحفل".
العراق والكويت والسعودية والبحرين وعمان ولبنان وإيران وباكستان
ويبدو أنّ مشاعر فريق الحرفيين انعكست بشكل جليّ على معنويات الطالبة زهراء، خصوصا ان مظاهر الفرح والسرور كانت بادية على محياها وهي تصطف إلى جانب زميلاتها أعلى منصة الحفل.
فتقول، "لا أستطيع أن أعبّر عن مدى امتناني لتلك الجهود الخيرة لملاكات العتبة العباسية المقدسة، كونهم غمروني بالإحسان والعطاء والدعم الإنساني الكبير".
وتضيف، "أشعر أنّ الله اختارني لأنال هذا الشرف وأصل إلى هذا المكان المبارك، بالرغم من أن كثيرين حاولوا أن يزرعوا بداخلي شعور الإعاقة والعجز".
مشيرة، "مشاركتي بهذه الطريقة المميزة في الحفل دليل على أنّ توكلي على الله وصبري وشفاعة أهل البيت عليهم السلام أثمرت بهذا الشكل".
كانت زهراء يغمرها السرور وهي تتوسط آلاف الطالبات المشارِكات في الحفل،من داخل وخارج العراق.
فبحسب المشرفين على التنظيم كان عدد الطالبات العراقيات خمسة آلاف طالبة من أربع عشرة محافظة، فيما شاركت (230) طالبة من خارج العراق، توزعن على كل من دولة، الكويت والسعودية والبحرين وعمان ولبنان وإيران وباكستان.
عينا والد الطالبة زهراء كانت مغرورقة بدموع الفرح، وهو يتطلع إلى ابنته تعتلي منصة الحفل، معلقا، "هذا الحفل له أثر بالغ في نفوس الخريجات، خصوصا عندما يرددن قسم التخرج أمام مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام".
ويضيف، "مشاعرنا لا توصف ونحن نعيش أجواء هذا الحفل المبارك تحت راية أبي الفضل العباس عليه السلام".
مشددا، "نقدم شكرنا العميق للعتبة العباسية المقدسة على هذه المبادرة التي تجسد ارتباط العلم بالقيم، وتشجع الأسر على تبني المبادرات التي تجمع بين المعرفة والالتزام".
برنامج الحفل المركزي
وضمّ برنامج الحفل المركزي لدفعة بنات الكفيل بنسخته التاسعة والتي جاءت تحت شعار "من نور فاطمة نضيء العالم"، في الفترة الصباحية ترديد القسم أمام باب قبلة أبي الفضل العباس عليه السلام، أعقب ذلك مسيرة منظمة توجهت من خلال منطقة بين الحرمين إلى زيارة العتبة الحسينية المقدسة.
أمّا الفترة المسائية فتضمنت التجمع في ساحة مجموعة العميد التعليمية، قبل انطلاق الحفل المسائي والذي تضمن الافتتاحية وإلقاء كلمة العتبة المقدسة وكلمة وزارة التعليم العراقية وفعاليات ثقافية وأدبية وفنية وكلمات الوفود المشاركة، قبل أن يختتم الحفل بتكريم الطالبات.
إلى ذلك يشير الدكتور عباس الدده عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة إلى أنّ الحفل يهدف إلى تكريم الطالبة الجامعية بوصفها أنموذجا للمرأة المسلمة المتعلمة، التي تمثل قيم السيدة الزهراء عليها السلام في سلوكها وفكرها، وإبراز دورها في خدمة المجتمع والعلم، بعيدا عن المظاهر الدخيلة على الاحتفالات الجامعية.